لا خلاف بين الأمّة في وجوب الجهاد ، وأنّه فرض على الكفاية ، فمن أدلّة الفرضيّة قوله / [م ١١] تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ)[١] فقيل في (كتب) : (فرض). وقوله سبحانه : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ)[٢].
[س ٢٢ ـ] فقيل في قوله : «خفافا وثقالا» أي شبابا وشيوخا ، وقيل : أغنياء وفقراء ، وقيل : ركبانا ومشاة ، وقيل : ذوي عيال وغير ذوي عيال ، [٣] وقال جلّ ذكره : (قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً)[٤] وقال رسول الله ـ 6 ـ : أمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها وحسابهم على الله [٥].
[٥] في شرح السير الكبير ١ : ١٥٠ برقم : ١٥٣ ذكر عن الحسن رضياللهعنه قال : قال رسول الله 6 : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها فقد عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله.
قال محمد بن الحسن الشيباني : فكان رسول الله (6) يقاتل عبدة الأوثان وهم قوم لا يوحّدون الله. فمن قال منهم : لا إله إلا الله. كان ذلك دليلا على إسلامه.