كتب عمر بن عبد العزيز [١] رضياللهعنه إلى الجرّاح [٢] :
إنّه بلغني أنّ رسول الله 6 كان [م ٢٦] إذا بعث جيشا أو سريّة قال : اغزوا باسم الله ، وفي سبيل الله تقاتلون من كفر بالله ، لا تغلّوا ولا تغدروا ولا تمثّلوا ، وتقتلوا امرأة ولا وليدا. فإذا بعثت جيشا أو سريّة فمرهم بذلك [٣].
ولمّا وجّه أبو بكر الصدّيق [٤] رضياللهعنه يزيد بن أبي سفيان [٥] إلى الشّام شيّعه راجلا ، فقال له يزيد : إمّا أنّ تركب وإمّا أن
[١] عمر بن عبد العزيز (٦١ ـ ١٠١ ه ـ ٦٨١ ـ ٧٢٠ م) : ابن مروان بن الحكم الأموي القرشي أبو حفص ، الخليفة الصالح ، ولد ونشأ بالمدينة ، وولي إمارتها للوليد ثم استوزره سليمان بالشام ، وولي الخلافة بعهد من سليمان سنة ٩٩ ه فبويع في مسجد دمشق ولم تطل مدته إذ اقتصرت على سنتين ونصف. وأخباره في عدله وحسن سياسته كثيرة. عن الأعلام ٥ : ٥٠.
[٢] الجراح بن عبد الله الحكمي : الأمير ، أبو عقبة ، ولي البصرة ، وله ترجمة في تاريخ ابن عساكر ، وكان من صلحاء الأمراء ومجاهديهم ، توفي في حدود العشرين ومئة عن الوافي بالوفيات ج ١١.
[٥] يزيد بن أبي سفيان ت ١٨ ه ٦٣٩ م : يزيد بن صخر (أبي سفيان) بن حرب ، الأمويّ ، أبو خالد ، أمير صحابي ، من رجالات بني أمية شجاعة وحزما ، أسلم يوم فتح مكة ، واستعمله النبي 6 على صدقات بني فراس وكانوا أخواله ، ثم استعمله أبو بكر على جيش وسيّره إلى الشام ، وخرج معه يشيّعه راجلا ، ولما استخلف عمر ولّاه فلسطين ، ثم ولي دمشق وخراجها وافتتح قيسارية ، وهو أخو معاوية ، له وقائع كثيرة وأثر محمود في فتوح البلاد الشامية. توفي بدمشق بالطاعون وهو على الولاية. الأعلام ٨ : ١٨٤ وانظر الإصابة ٦ : ٣٤١ برقم : ٩٢٦٦.