responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحفة الأنفس وشعار سكّان الأندلس المؤلف : علي بن عبد الرحمن بن هذيل الأندلسي    الجزء : 1  صفحة : 128

لأولئك المندوبين منازل ينزلونها معدّة لهم لئلا ينزلوا على أهل البلدة فيثقلوا عليهم ، وتزاح عللهم في أرزاقهم لئلا يتعدّوا على مال أحد ولا على طعامه ولا على ثماره ولا على ما شيته.

وليكن وكد الأمير أن لا يغفل منع من أراد إيقاع شرّ أو عصبيّة بين الطّوائف المذكورة ، بين الجند البلديّ والجند المندوب فيعاقبه ويخرجه عن البلد ولا بدّ. ولا يميل بعصبيّة إلى طائفة دون أخرى ، فهذه طريقة البقاء والسّلامة ، وفي تعدّيها الدّمار الشّامل والهلاك العاجل.

ويكثّر في كل ثغر الأدلّاء الثّقات ، ولا يكونوا إلا مسلمين ولا بدّ.

ويكثّر من الجواسيس ، وإن أمكن أن لا يكونوا إلّا كفارا فهو أولى مثل تجار اليهود ومسافري النّصارى لأنّها مرتبة غدر لا عزّ فيها فينبغي أن يصان المسلمون عنها ، ولكن يجري عليهم أرزاقا يغنون بها عن التصرّف للمعاش في غير ذلك الطريق ، ولا يسقط عنهم الجزية ، ويستظهر في معرفة صدقهم من كذبهم بأن يكونوا جماعة كبيرة لا يعرف بعضهم بعضا ، وهذا كلّه بخلاف الأدلاء ، لأنهم ـ نعني الأدلاء ـ ينبغي أن يكونوا مكرّمين لأنّهم يشاورون في العظائم ، وينبغي أن تجرى عليهم الأرزاق الواسعة ، ويكون الجند كله [س ٤٨] مزاح العلل ، متى دعوا النّفير أسرعوا للوقت ولم يترددوا ، ويعترض والي الثّغر جنده إن أمكن في كلّ جمعة ، وإلّا مرّتين في الشهر ، ويعترض سلاحهم وخيلهم ، فمن رآه مقصّرا في استجادة الفرس والسّلاح حرمه عطاءه ، فإن ازدجر وإلّا أسقطه وألحق غيره مكانه ، ومن رآه مهتبلا لفرسه وسلاحه أكرمه وأعانه على ذلك.

وينبغي أن يطرح من الجند كلّ مهذار وكلّ محرّك لأطماعهم وكلّ مستزيد لا يقنع وكلّ جبان.

اسم الکتاب : تحفة الأنفس وشعار سكّان الأندلس المؤلف : علي بن عبد الرحمن بن هذيل الأندلسي    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست