اسم الکتاب : تحصيل المرام المؤلف : الصبّاغ الجزء : 1 صفحة : 526
العباسي كما في حجر آخر بناه في سنة [تسع][١] وعشرين وستمائة ، وتلك الحجارة ملقاة في ذلك المسجد الخراب ، يخشى عليها الضياع فيندثر أثر هذا المسجد ، وكان المرحوم إبراهيم دفتدار مصر سابقا شرع في تجديد هذا المسجد ، وأسسه وبنى بعض [طاقاته][٢] ، وتوفي ; قبل أن يتمّه ، وهو من المساجد المأثورة ، وهو الذي بايع رسول الله 6 فيه سبعون من الأنصار بحضرة عمه العباس رضياللهعنه ، فنادى مناد بالعقبة [٣] ـ وهو شيطان ذلك المكان ـ : معاشر قريش ، إن الأوس والخزرج بايعوا محمدا على أن ينصروه ، فأمسكت الأنصار رضياللهعنهم بقوائم سيوفهم وقالوا : لنقاتلن الأحمر والأسود دون رسول الله 6 ، فكفاهم الله تعالى ببركة نبيه 6 شر ذلك الشيطان ، وهو مسجد شريف يستجاب الدعاء فيه ، رحم الله من يكون سببا في تجديده وعمارته. انتهى ما ذكره القطب.
قلت : قد عمّر هذا المسجد في دولة السلطان عبد المجيد في سنة ألف ومائتين ونيف وخمسين ، وهو رواق واحد من جهة القبلة ، وفي صدره محراب ، وقدام الرواق صحن كبير ، وعلى الصحن حائط عال ، والآن [عمار][٤]. انتهى.
وطول هذا المسجد من محرابه إلى آخر الرحبة ثمانية وثلاثون ذراعا وسدس.