responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحصيل المرام المؤلف : الصبّاغ    الجزء : 1  صفحة : 288

ماء زمزم وانقطع ، فلم يزل موضعه يدرس ويتقادم وتمر عليه السيول عصرا بعد عصر حتى غبي مكانه ، وسلط الله خزاعة على جرهم فأخرجتهم من الحرم ، ووليت خزاعة الكعبة والحكم بمكة ، وموضع زمزم في ذلك داثر لا يعرف لتقادم الزمن ، حتى بوّأه الله لعبد المطلب بن هاشم لما أراد الله من ذلك ، فخصّه به من بين قريش ، وقيل : إن جرهم دفنت زمزم. ذكره القرشي [١].

وذكر الحلبي [٢] : أن جرهم لما استخفت بأمر البيت وارتكبوا الأمور العظام قام فيهم رئيسهم مضاض ـ وفي كتاب مكة للأزرقي [٣] : إن مضاض هذا جدّ [نابت][٤] بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن ، أي : أبو أمه ـ ومضاض ـ بكسر الميم ، وحكي : ضمها ـ [خطيبا ووعظهم ، فلم يرعووا][٥] ، فلما رأى ذلك منهم عمد إلى [غزالتين][٦] من ذهب كانتا في الكعبة وما وجد فيها من الأموال ـ أي : السيوف والدروع ـ التي كانت تهدى إلى الكعبة ودفنها في بئر زمزم.

وفي مرآة الزمان : أن هاتين الغزالتين أهداهما إلى الكعبة ساسان أول ملوك الفرس الثانية ، ورد بأن الفرس لم يحكموا البيت ولا حجوا. هذا كلامه. وفيه : أن هذا لا ينافي ذلك ، تأمل. وكانت بئر زمزم نضب ماؤها ـ أي : ذهب ـ فحفر مضاض بالليل وأعمق الحفر ودفن بها ذلك ـ أي :


[١] البحر العميق (٣ / ٢٧٢ ـ ٢٧٣).

[٢] السيرة الحلبية (١ / ٥١).

[٣] الأزرقي (١ / ٨١).

[٤] في الأصل : ثابن. والتصويب من الأزرقي ، الموضع السابق.

[٥] ما بين المعكوفين زيادة من السيرة الحلبية (١ / ٥١).

[٦] في الأصل : غزالين.

اسم الکتاب : تحصيل المرام المؤلف : الصبّاغ    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست