responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ طبرستان المؤلف : بهاء الدين محمد بن حسن بن إسفنديار    الجزء : 1  صفحة : 74

لكل قوم موطنهم وكرم أهل الفضل والعقل والحساب على سائر الطبقات وجعلهم قادة لهم ، إذن لارجان هى أقدم منطقة من مناطق طبرستان ، وقد ولد إفريدون فى قرية" وركه" عاصمة تلك الناحية والتى كان بها الجامع والمشرق والمصلى وكان سبب ذلك أنه حينما مزق الضحاك المنير جمشيد إربا إربا طرد آل جمشيد من ظل الشمس حتى يضيع ويندثر ذكرهم فى العالم عند ذلك لجأت والدة إفريدون مع أتباعها إلى هذا الموضع الذى جرى ذكره فى نهاية جبل دنباوند ، وحينما خرج إفريدون عن مشيئة قوله (كن فيكون) وبحكم أنها كانت جبالا غير ذى زرع وضرع فقد انتقلوا إلى حدود" سلاب" ، كان الكلأ والعشب فى ذلك الصقيع وكان للمقيمين فيه تعيش على منافع ونسل وخراج الأبقار ، ولما تجاوز الطفل سن الرضاع إلى الفطام وانقضت عليه سبعة أعوام ، فكان يضع الخطام فى أنف الأبقار ويركبها بنفسه كأنما شمس أخرى تطل من الثور من انعكاس الأفلاك فوق سطح الأرض ، فلما صار مراهقا كان فتية تلك المنطقة يلتجئون إلى شجاعته وشهامته لدفع ما يحيق بهم من النكبات وكل يوم كان يركب الثور ويذهب إلى الصيد وسائر الأعمال الأخرى حتى وصل مبلغ الشباب وازدهرت جماعته فتوجهوا إلى قرية" ما وجكوه" وانضم إليه قوم أوميد وأركوه وشعب كوه وصنعوا له حربة على هيئة ثور ، وأصبح هذا الحديث بالتناقل معروفا لأهل طبرستان بأكمله وجاء إليها الناس تدريجيا من الجهات والأقطار ، ولما رأى فى العدد والعدة قوة أعلن الحرب على العراق وهكذا اشتهر ، ولما وصل إلى أصفهان وخرج كاوه الحداد وتضامن من معه وأسر الضحاك وأحضره لم يكن إفريدون المربى على البقر ، والذى روض المفترس.

ولم يكن قد انتزع ملك الأجداد من بيور اسب ، بمعاونة وسعى واحد أو اثنين من القرويين.

وكانت ولادته فى احدى الليالى فى أطراف جبل دنباوند وبعث به إلى جبل شاهق قصيدا ومحبوسا عند البئر المعروف ، ولما أصبحت الأقاليم السبعة تحت حكمه ـ إفريدون ـ جعل من تميشه موطن استقراره ، ولا تزال حتى الآن أطلال قصره شاخصة فى الموضع المسمى نصران.

كما لا تزال آثار باقية لقاب كرماوه والخندق المحفور من الجبل حتى البحر ، وقد زرتها كلها مرات ، واعتبرت بالطواف حولها [١] وذكر الفردوس فى الشاهنامة نظما :


[١] يوثق الكاتب معلوماته بلفظ زرت أو شاهدت ليضفى مصداقية على تأريخه الأحداث (المترجم).

اسم الکتاب : تاريخ طبرستان المؤلف : بهاء الدين محمد بن حسن بن إسفنديار    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست