responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ طبرستان المؤلف : بهاء الدين محمد بن حسن بن إسفنديار    الجزء : 1  صفحة : 72

تنفسك يا عمار ، إن كان على الآخرة فقد أخبرك رسول الله بأنك تقتلك الفئة الباغية ، وإن كان على الدنيا فما تستحق أن يؤسى عليها فإن ملاذها فى ست المأكول والمشروب والملبوس والمشموم والمركوب والمنكوح ، فأما المأكول فأفضله العسل وإنما هو قىء ذبابة ، وأما المشروب فأفضله الماء وهو مباح لا ثمن له ، وأما الملبوس فأفضله الديباج وإنما هو من لعاب دودة ، وأما المشموم فأفضله المسك وإنما هو فيض دم ، وأما المنكوح فأفضله النساء وإنما هو مبال فى مبال ، وأما المركوب فأفضله الخيل وعلى ظهورها تقتل الرجال ، قال : فو الله ما أسيت على شىء بعدها ، قال عمار بعد أن سمعت هذا الكلام من أمير المؤمنين فلن أحزن على بلاء الدنيا قط وسهل على نفسى أمرها.

ويروى عن أمير المؤمنين على أيضا : (إذا أردت الصاحب فالله يكفيك وإذا أردت الرفيق فكرام الكاتبين يكفيك ، إذا أردت المؤمن فالقرآن يكفيك وإذا أردت الموعظة فالموت يكفيك فإن لم يكفك ما قلت فالنار يوم القيامة تكفيك) ، ويروون أن الحسن البصرى رحمه الله ورضى عنه مر على قوم ذات يوم كانوا يلعنون الحجاج بن يوسف قال (إن الحجاج عقوبة الله عليكم فلا تستقبلوه بالسب واللعن والشتم ولكن استقبلوه بالدعاء والتضرع والابتهال إلى الله تعالى والبكاء حتى يكفيه عنكم وقولوا : اللهم حولنا من ذل المعصية إلى عز التوبة وبدل هذه العقوبة بالرحمة) ، كما سمعت من أحد العارفين جاء إلى مدينة خوارزم إن بنى إسرائيل لما جاءهم رسول من الرسل قالوا بأن يقول للحق تعالى : (ما الذى صنعنا حتى سلطت علينا من لا يعرفك وعذبنا بأيدى قوم لا يقرون بربوبيتك ونحن نعرفك ونعظمك) والله تبارك وتعالى أرسل الوحى إلى الرسول بأن يقول لقومه : إنى إذا عصانى من يعرفنى سلطت عليهم من لا يعرفنى.

اسم الکتاب : تاريخ طبرستان المؤلف : بهاء الدين محمد بن حسن بن إسفنديار    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست