responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ ميورقة المؤلف : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    الجزء : 1  صفحة : 95

حديث مفاجأة الأسطول وإطلاله على الساحل للنزول

وأصبح الوالي يوم الجمعة منتصف شوال ، والناس من خوفه في أهوال ، ومن أمر العدو في إمهال ، فدعا بصاحب شرطته المنزوع الحياء والرّحمة ، وأعطاه بطاقة بخمسين من أهل الوجاهة والنعمة ، وأمره بإحضارهم ، وعرّفه بأنه في انتظارهم. فانقض عليهم بذئابه العادية ، وكلابه العاوية [١] ، وحشرهم وهم سكارى [٢] من الذعر [٣] ، أسارى في يد القهر [٤] ، قد نزلت بهم النوائب ، وقامت عليهم النوادب ، فاليوم عصيب والرّيق عاصب [٥] ، وخصاب الحياة ناصل / ٢٢ / وهمّ فراقها ناصب ، وحضروا بدار الوالي وقومه قرمون [٦] للحومهم ، منتقمون من كرمهم بلومهم. حدّث بعضهم أنّه كان يرقب عين المنية متى تنظره [٧] ، ويروم قراءة آية من القرآن فلا تحضره.


[١] استعارة تصريحية فيها تشبيه من طرف المؤلّف لجنود الوالي وصاحب شرطته بالذئاب والكلاب.

[٢] إشارة إلى قوله تعالى في وصف الساعة : (" يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ"). سورة الحج الآية الثانية.

[٣] كناية عن الخوف والرّعب الذي أصاب الأسرى.

[٤] استعارة مكنية فيها تشبيه للقدر بالإنسان الذي له يد.

[٥] عصب الفم يعصب عصبا وعصوبا : جف ويبس ريقه. قال ابن أحمر :

يصلي على من مات منا عريفنا

ويقرأ حتى يعصب الرّيق بالفم

وقال ابن بشامة الحنظلي :

وإن لقحت أيدي الخصوم وجدتني

نصورا إذا ما استيبس الريق عاصبه

لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٠٧.

[٦] قرم يقرم قرما وهو شدة شهوة اللحم حتى لا يصبر عنه. الفيروز آبادي ، القاموس المحيط ، ص ١٠٣٥.

[٧] استعارة مكنية فيها تشبيه للمنية (الموت) بالكائن الذي له عين كالإنسان وغيره.

اسم الکتاب : تاريخ ميورقة المؤلف : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست