responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ بخارى المؤلف : أبي بكر محمّد بن جعفر النرشخي    الجزء : 1  صفحة : 88

وجلس ، ولم يستطع أن يتكلم قط. فقال السيد رحمة الله عليه : ما حاجتك؟ فلم يستطع الكلام برغم ما بذل من جهد ليتكلم. فلما رأى خشويه الأمير [١] قال له : كيف وجدت السيد أبا حفص؟ قال : كما قلت ، بقيت متحيرا ، ذهبت إلى الخليفة مرارا وتحدثت إليه ولم تمنعنى مهابة الخليفة من الكلام وهنا لم أستطع الكلام لهيبته [٢].

روى عن محمد بن سلام البيكندى ، وكان زاهدا عالما ، أنه قال : رأيت فى المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ببخارى فى سوق خرقان ـ ومن أول كوى مغان (محلة المجوس) إلى كوى دهقانان (محلة الدهاقين) كان يسمى قديما سوق خرقان. قال : رأيت الرسول مقتعدا نفس الناقة التى جاء ذكرها فى الحديث ، وعلى رأسه عمرة بيضاء وقد وقف أمامه جمع غفير يهللون بمجىء الرسول 7 ، ويقولون أين ننزل الرسول صلوات الله عليه ، وعندئذ أنزلوه بمنزل السيد الإمام أبى حفص رحمة الله عليه ، ورأيت السيد أبا حفص جالسا أمام الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ كتابا. وأقام الرسول 7 مدة ثلاثة أيام بمنزل السيد أبى حفص وهو يقرأ الكتاب والرسول 7 يسمع ، ولم يرده قط فى هذه الأيام الثلاثة واستصوب كل ما قرأه.

ولم تبق دار السيد أبى حفص رحمة الله عليه اليوم ، لأن الناس بنوا هنالك ، ولكن بقيت آثارها والصومعة أيضا باقية فى تلك الدار وهى مستجاب الدعوة [٣] وكانت وفاته سنة سبع عشرة ومائتين (٨٢٢ م) ، وتربته فى الباب الجديد (دروازه نو) معروفة وهى مكان الدعاء المستجاب. ويسمى ذلك التل تل السيد الإمام أبى حفص ، وهنالك مساجد وصوامع وبها مجاورون على الدوام والناس يتبركون بتلك التربة ،


[١] العبارة فى المتن الفارسى نصها : چون أمير خشويه را ديد» ومعناها : فلما رأى الأمير خشويه ـ وهذا خطأ واضح نبه إليه مدرس رضوى فى الحاشية حيث قال : وفى نسخة «چون خشويه أمير را ديد» ومعناها : فلما رأى خشويه الأمير ، وهذا أنسب.

[٢] أى لهيبة أبى حفص.

[٣] أى المكان الذى تستجاب فيه الدعوة.

اسم الکتاب : تاريخ بخارى المؤلف : أبي بكر محمّد بن جعفر النرشخي    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست