لحيته وقال : دخلت النار في هذا المال ، ثم صار إلى ما صار إليه. فقالت أسماء بنت شهاب : إذا المال لم تصرفه في مستحقه ، فما هو إلا حسرة ووبالا [١] ، ثم كتبت إلى أخيها مالك [٢] بن شهاب تأمره أن يحتسب لأحمد بن سالم بعشرين ألفا من ارتفاع السنة الحاضرة صلة له وبرا به ، ولم تلبث أسماء بنت شهاب أن ماتت بصنعاء سنة سبع وستين [٣] وأربعمائة.
وفي هذه السنة أمر المكرم بضرب الدينار الملكي [٤] ، وإليه ينسب وهو دينار اليمن ، والمكتوب عليه : الملك السيد المكرم ، عظيم العرب ، سلطان أمير المؤمنين. وإلى اليوم [٥] الدينار على هذه السكة ، إلى أن ولي الداعي عمران بن محمد بن سبأ الزريعي [٦] [فسك دينار آخر كتب عليه][٧] : «أوحد ملوك الزمن ، ملك العرب واليمن ، عمران بن محمد» [٣٤].
ثم [٨] عاد بنو نجاح فأخرجوا مالك [٩] بن شهاب من زبيد وملكوها سنة واحد وستين [١٠] ، ثم أخرجهم المكرم بن علي منها ، وقتل سعيد بن نجاح الأحول ، تحت حصن الشعر [١١] ، بحيلة من السلطان أبي عبد الله التبعي ، يأتي شرحها في أخبار الحرة ، الملكة السيدة بنت أحمد. وكان [مقتل][١٢] سعيد الأحول في سنة إحدى وستين [١٣] وأربع مئة.