responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ اليمن المؤلف : نجم الدين عمارة بن أبي الحسن علي الحكمي اليمني    الجزء : 1  صفحة : 59

كان القاضي محمد علي ، والد الداعي علي بن محمد الصليحي ، سني المذهب وله طاعة في رجال حراز ، وهم أربعون ألفا ، ولما انتقلت الدعوة إلى سليمان [١] بن عبد الله الزواحي [٢] قرية من أعمال حراز [٢٥] شرع في ملاطفة القاضي محمد بن علي ، والد الداعي علي بن محمد الصليحي. فكان الزواحي يركب إليه ، لأن محمدا كانت له رياسة ، وسؤدد ، وصلاح ، وعلم ، فلم يزل سليمان [٣] حتى استمال قلب علي بن محمد ، وهو يومئذ دون البلوغ ، ولاحت له فيه مخايل [٤] النجابة. وقيل : كانت عند سليمان [٥] حلية الصليحي من كتاب الصور [٢٦] ، وهو من ذخائر الأئمة : ، فأوقفه منه على تنقل حاله ، وشرف مآله ، واستماله سرا من أبيه وقومه. ولم يلبث سليمان [٦] الزواحي [٧] حتى مات ، وأوصى له بكتبه وعلومه ، ولم يمت حتى قد رسخ [في ذهن علي من كلامه ما رسخ][٨] ، فعكف على الدرس ، وكان ذكيا ، فلم يبلغ الحلم حتى تضلع في معارفه التي بلغ بها ، وبالجد السعيد غاية الأمل البعيد. فكان عالما فقيها في مذهب الدولة [٩] ، مستبصرا في علم التأويل.

أخباره أنه قام يحج دليلا للناس عن طريق السراة [١٠] ، والطائف عدة سنين لا يحج بالناس غيره ، وتقلبت به الأحوال في بادىء عمره ، من خفض إلى رفع ومن ضر إلى نفع. فمن ذلك ما حدثني به الفقيه أبو الحسين علي بن سليمان ، وكان شاعرا قد أحسن ، ومن شعره قوله في عمر بن عدنان العكي :

إذا الليالي أساءت غير عالمة

كان ابن عدنان لي من جورها جارا [١١]


[١] في الأصل : عامر.

[٢] في الأصل : الرواحي ؛ انظر حاشية : ٢٥ (كاي).

[٣] في الأصل : مخائل. (انظر عيون : ٧ / ٣٨).

[٤] زيادة من وفيات ؛ وفي الأصل : لم يمت حتى قد عرس.

[٥] يقصد بذلك مذهب الدولة الفاطمية.

[٦] صفة : ٤٨ ؛ ١٠٩.

[٧] في الأصل : جوز جار وهو خطأ.

اسم الکتاب : تاريخ اليمن المؤلف : نجم الدين عمارة بن أبي الحسن علي الحكمي اليمني    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست