responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ اليمن المؤلف : نجم الدين عمارة بن أبي الحسن علي الحكمي اليمني    الجزء : 1  صفحة : 156

والعهدة على الحاكي : أنه لم يكن يثق بإيمان أحد من المهاجرين حتى يذبح ولده أو أباه أو أخاه. ويقرأ عليه : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)[١]. وأعرف صبيا منهم كان جارا له ، وكان يتفقه ، راحت والدته إليه تزوره فذبحها.

وأما اعتقاد أصحابه فيه ، فهو فوق ما يعتقده الناس في الأنبياء ، صلوات الله وسلامه عليهم. وذلك أن الواحد من آل ابن مهدي هؤلاء ، يحسن عنده أن يقتل جماعة من عسكره ، ثم إذا قدروا عليه لم يقتلوه دينا وعقيدة. وإذا غضب على رجل من أكابرهم وأعيانهم حبس نفسه في الشمس ، ولم يطعم ولم يشرب ، ولم يصل إليه ولده ولا زوجته ، ولا يقدر أحد أن يشفع فيه ، حتى يرضى عنه ابتداء من نفسه.

ومن طاعتهم له أن كل واحد منهم يحمل ما تغزله زوجته وبناته إلى بيت المال ويكون ابن مهدي هو الذي يكسو الواحد منهم [٢]. ويكسو أهله من عنده. وليس لأحد من العسكرية فرس يملكه ، ولا يرتبطه في داره ، ولا عدة ولا سلاح ، ولا غيرها ، بل الخيل في اسطبلاته ، والسلاح في خزائنه. فإذا عن [٣] له أمر دفع لهم من الخيل والعدة ما يحتاجون إليه.

ومن سيرته أن المنهزم من عسكره ، يضرب رقبته ، ولا سبيل إلى حياته. ومن سيرته قتل من شرب المسكر ، وقتل من سمع الغناء ، وقتل من زنى ، وقتل من تأخر عن صلاة الجمعة ، وعن مجلسي وعظه وهما يوم الخميس ، ويوم الإثنين ، وقتل من تأخر فيهما عن زيارة قبر أبيه [٤]. وهذه الرسوم إنما هي في العسكرية. وأما الرعايا فالأمر فيهم ألطف من أمر


[١] سورة ٥٨ ؛ آية : ٢٢.

[٢] نظام شيوعي اشتراكي.

[٣] في الأصل : عز.

[٤] في الأصل : عن زيارة أبيه مقبورا وأثبتنا رواية خ.

اسم الکتاب : تاريخ اليمن المؤلف : نجم الدين عمارة بن أبي الحسن علي الحكمي اليمني    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست