بصاحب دهلك ، واستتر سعيد بزبيد ، عند الرئيس ملاعب الخولاني ، وهو سوقة ، إلا أنه كان أكثر الناس حبا لآل نجاح. واحتفر سعيد بن نجاح نفقا بين دور ملاعب ، كان يسكنها [١] أكثر الأوقات.
ثم كتب سعيد من زبيد إلى أخيه جياش بدهلك يأمره بالقدوم إلى زبيد ، ويبشره بانقضاء دولة الصليحي ، وإقبال دولتهم. فلما قدم جياش إلى سعيد ، ظهر سعيد من زبيد في سبعين رجلا ، لا فرس مع واحد منهم [٢] ، ولا سلاح إلا مسامير الحديد مركبة في الجريد.
وحدثني أحمد بن فلاح ، صاحب ديوان التحقيق بزبيد قال : لما خرج سعيد الأحول [٣] بن نجاح من زبيد. قتل جنديا (على) فرس كان تحته [٤] ، فركبه. وكان خروج سعيد من زبيد ، يريد الصليحي ، في آخر اليوم التاسع من ذي القعدة سنة تسع وخمسين وأربع مئة [٥]. قال جياش بن نجاح فخرجنا في طريق الساحل ، وتركنا الجادة السلطانية ، مخافة العساكر أن تلقانا. وبيننا وبين المهجم مسيرة ثلاثة أيام للمجد. وكانت الأخبار قد سبقتنا إلى الصليحي بخروجنا ، والأسماع يومئذ قد امتلأت في الجبال والتهايم (ب) [٦] أن هذا وقت ظهور الأحول سعيد بن نجاح ، حتى لا تكاد المساجد والمدارس والأسواق والطرقات ، تخلو من الخوض في ذكر ذلك. وكنا نكتم هذا الأمر مخافة على نفوسنا. وسعيد يقسم بالله تعالى : إني قاتله ، وإني صاحب الوقت ، ويتحدث بذلك مع أكثر الناس. فلما سمع الصليحي بخروجنا ، سير من ركابه خمسة آلاف حربة من الحبشة ، وأكثرهم مماليكنا وبنو عمنا