سيسبلا إذ كان غير أهل لذلك عزله الملك وسلم المملكة لرايموند أمير طرابلس وبعد ذلك بقليل تنزل هذا السلطان عن ملكه لابن أخته الذى لم يكن له من العمر سوى خمس سنوات وهكذا صعد على كرسى ملك أورشليم سنة ١١٨٥ ميلادية وسبى بودوين الخامس وسنة ١١٨٧ ميلادية توفى بودوين الرابع وفى هذه السنة توفى بودوين الخامس أيضا وبعد وفاته تزوجت أمه سيسبلّا بغوى دولوزنيانا وكان رجل ذميم الأخلاق قبيح السيرة إلّا أنه كان جميل الصورة فجعلته ملكا على أورشليم فساء هذا الأمر فى أعين جميع العظماء ورؤساء الصليبيين فنفر أكثرهم وخلعوا طاعته ومن جملتهم الكونت ريموند الذى إذ لم يحصل على التاج الملكى خان ابناء وطنه وكاتب الأعداء سرا منهضا همتهم على الحرب وافتتاح البلاد.

وفى تلك السنة أى سنة ١١٨٧ ميلادية قدم صلاح الدين الأيوبى سلطان مصر لمحاربة الصليبيين وأحاط بمدينة طبريا وحينئذ وافاه ملك القدس بجيوش كثيرة للمدافعة والمحاماة عن تلك المدينة لأنها كانت لهم من أهم مراكز البلاد وهناك بعد حرب دامت نحو يومين كاميلين ومعركة دموية دارت الدائرة على الصليبيين فقفلوا راجعين إلى القدس بعد أن قتل منهم ثلاثون ألف رجل وعند نهاية الحرب قتل صلاح الدين ٢٣٠ رجلا من أعيان الأفرنج وقد أسر ملك أورشليم أيضا.

وبعد هذه الحادثة بنحو ثلاثة أشهر زحف صلاح الدين بجيوشه على القدس ولم يكن فيها أكثر من ١٠٠ ألف نفس والملكة التى لم تستطيع الثبات