responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ أفريقية والمغرب المؤلف : رقيق القيرواني    الجزء : 1  صفحة : 52

إفريقية غازيا إلى طنجة ، فوجد البربر قد هربوا من المغرب خوفا من العرب ، فتبعهم وقتلهم قتلا فاحشا ، وسبى منهم سبيا كثيرا ، حتى بلغ السوس الأدنى لا يدافعه أحد ، فلما رأى البربر ما حلّ بهم استأمنوا وأدوا الطاعة ، فقبل منهم وولىّ عليهم واليا ، ثم استعمل موسى بن نصير على طنجة طارق بن زياد مولاه ، وتركه بها فى سبعة وعشرين رجلا من العرب ، واثنى عشر ألف فارس وهى العدة التى جعلها عليهم حسان بن النعمان وكانوا قد دخلوا الإسلام ، وحسن إسلامهم ، فتركهم موسى وانصرف بعسكره من العرب خاصة وكان فى خلق عظيم ، وأمر العرب السبعة والعشرين الذين ترك عند طارق بن زياد أن يعلّموا البربر القرآن وأن يفقهوهم فى الدين.

ثم مضى إلى إفريقية فمر بقلعة مجّانة وانحصر صاحبها منه ، فرأى موسى بن نصير فلم يعرض له ، فلما نزل القيروان دعا بسر بن أرطاة [١] فعقد على أعنة الخيل ، وأمره أن يمضى إلى صاحب قلعة مجّانة. فلما أناخ عليهم عظم عليهم أمر القتال ، ونظر الروم من العرب صبرا لم ير مثله قط ، فملأهم ذلك رعبا ، فألقوا بأيديهم فدخلها ، فقتل المقاتلة وسبى الذرية وغنم منها أموالا كثيرة ، فكانت تسمى باسمه «قلعة بشر» لا تعرف إلّا به ، لأنه هو الذى افتتحها ، فأصاب عددا من ولائد ووصفاء وذهبا وفضة ، فخمس ذلك وبعث بالخمس إلى موسى بن نصير ، وبعث موسى الخمس إلى الوليد فكانت قيمة ذلك الخمس عشرين ألف دينار.

قال : وتحامل أصحاب طارق بن زياد ، عامل موسى بن نصير بطنجة على أهل البلد ، وأساءوا إليهم وجاروا عليهم فكتبوا إلى أهل الأندلس يعرّفونهم بما يلقونه من جهة البربر وسوء سيرتهم ، فكان طارق يوما بطنجة إذ طلعت مراكب ، فأكمن لها المسلمون ، فلما أرست خرجوا إليها ، وأنزلوا أهلها ، فقال أهلها : «إنّا إليكم جئنا عامدين فإذا هم


[١] وهو بسر بن أرطاة بن أبى أرطاة القرشى ، وقيل بشر وهو أحد قواد معاوية وأكابر أصحابه ، غزا طرابلس مع عمرو بن العاصى ، فبعثه إلى ودان فافتتحها وفرض على أهلها ثلاثمائة وستين رأسا ، ثم خرج مع عقبة بن نافع غازيا ، وافتتح قلعة من القيروان على ثلاثة أيام ، فعرفت بقلعة بشر اليوم.

اسم الکتاب : تاريخ أفريقية والمغرب المؤلف : رقيق القيرواني    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست