responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 647

واشترك كثير من طلبة العلم وأساتذتهم من العلماء في لوثة هذا الترف وكان بعضهم لا يتحرج من محافل الطرب ويأنس بما تحويه من لعب كان اكثره نزيها ولعلهم كانوا يشجعون بعض هذه الاعياد فيحبذون الخروج الى وادي الشهداء ووادي ميمونة وامثالها باسم زيارة القبور ثم يمتعون أنفسهم ويروحون عنها بما يجتمع فيها من معاني الترويح والانبساط وبذلك يصبح الغرض من الخروج الى تلك الزيارات مزدوجا.

الشيخ حسن عرب ويبدو فى الباس التقليدى المعروف لعلماء مكة لعهد قريب وكان العامة يعنون بالاستكثار من المناسبات ليحتفلوا بها في صخب ولعب ومرح فيحتفلون بأول السنة الهجرية وبآخر اربعاء في صفر بمولد النبي 6 علي رضي‌الله‌عنه في شهر ربيع الاول ، كما يحتفلون بدخول رجب وخروج شعبان وجميع ليالي رمضان وبالاخص في أواخره وبعيد شوال فتدق طبولهم وتشدو مزاميرهم في كل منطقة من أحيائهم وكثير ما يترك الايناس أثره فيهم فيرقصون في حماس على دقات طبولهم ويلعبون بعصيهم الغليظة حول نار يؤججونها في حلقاتهم ، فإذا امعن الحماس فيبهم اشتبكت العصى وقامت بدورها في قرع الرؤوس وكسر العظام وأكثر ما يقع هذا بين الطبقات من العمال وصغار الباعة الذين يسمونهم «أولاد الحارة» وقد يشاركهم من الطبقات الاخرى هواة تستثيرهم الحماسة وقد ظل ذلك حتى انكره العلماء فى العهد السعودى الثانى وامرت الحكومة بمنعه كما سيأتي.

وكان أولاد الحارة يجعلون لمناطقهم التي يسكنونها حدودا يفرضون حرمتها على جيرانهم من المناطق الاخرى ولا يسمحون لهم في المناسبت الصاخبة بالمرور لها وكانت حفلات العرس تصطدم بهذه القواعد لان أصحاب المناطق لا

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 647
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست