responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 591

ولقد ظل هذا الحكم الثنائي ساري المفعول في مكة نحو عشرين سنة بدأت باستقرار جيوش محمد علي في مكة بعد انسحاب السعوديين عام ١٢٢٨ وانتهت بتنازل السلطان له عن مصر وسوريا والحجاز في عام ١٢٤٨ بموجب معاهدة «كوتاهية» [١] وبذلك ألحقت مكة بمصر نهائيا وظلت تابعة لها الى سنة ١٢٥٦ أي نحو سبع سنوات ثم اعيدت الى العثمانيين مرة اخرى.

ولتبعية مكة لمصر اسباب استطيع تلخيصها فيما يأتي :

عندما تم فتح الحجاز تاقت نفس محمد علي الى فتح سوريا وطرد المشاغبين لعثمانيا منها وطمع في توسيع رقعة ملكه بما يفتح ففاوض العثمانيين في ذلك فأبوا عليه فسكت ، ثم ما لبث ان اختلف مع والي عكا فاغتنم الفرصة وجرد حملته على سوريا في جيش عظيم فافتتح يافا وعكا ثم فتح دمشق فغضب السلطان محمود في تركيا مما حدث واصدر امره بعزل محمد علي باشا من مصر وندب جيشا لقتاله واخراج جيوشه من سوريا فلم تنجح جيوش الخليفة في مهمتها واستطاع محمد علي باشا ان يهزمها ويزحف خلفها في شمال سوريا حتى استولى على أطنة وطرطوس وهدد الاستانة.

عندئذ شعرت الحكومات في اوروبا ان الامر بات في خطر ولعلها ادركت ان نجاح محمد علي في امتلاك تركيا بعد الذي امتلكه في اسيا وافريقيا يعد تكتلا يضر مصالحها لهذا اعانت على ايقافه عند حدود تركيا وتوسطت في اصلاح الامر بينه وبين عثمانيا ، فكانت معاهدة «كوتاهية» المشهورة في عام ١٢٤٨ ه‌ ١٨٣٣ م وبموجبها تنازل السلطان محمود عن مصر والحجاز وكريت لمحمد علي باشا وعن سوريا وأطنة لابنه ابراهيم باشا وبذلك انقسمت البلاد الاسلامية الى


[١] مدينة في الاناضول ، فيها تمت معاهدة تنازل السلطان العثماني لمحمد علي عن مصر وسورية والحجاز.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 591
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست