responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 411

شيء عدته فلما أخبره بالأمر شهق شهقة فاضت فيها روحه وهكذا اعتلى خطيب الحنفية المنبر بينما كان جثمان خطيب الشافعية في نعشه على خطوات منه ينتظر صلاة الجنازة [١] وهكذا يتعسف الحكام في سبيل نصرة مذهبهم.

وظل محسن على أمره في مكة نحو ثلاث سنوات ويبدو أنه كان ضعيف الارادة رقيق الحاشية يميل الى السلم ومصانعة الأمور اكثر مما يميل الى سياسة الشدة والحزم.

ذكروا أن واليا تركيا وصل إلى جدة في عهده في طريقه الى مقر عمله في اليمن فغرق مركبه بالقرب من شاطىء جدة فطلب الى نائب الشريف محسن في جدة أن يندب له بعض الغواصين لانتشال بعض أمواله فندبهم فلم يظفروا في غوصهم بما يذكر فظن التركي أنه أوعز اليهم فعمد الى نائب جدة فشنقه ولا يجرؤ موظف تركي على مثل ما فعل لو كان محسن في مثل شكيمة اجداده.

واستغل احمد بن عبد المطلب ـ قائد الثورة التي أجهز بها على ادريس بالأمس وساعد بها محسنا ـ ضعف سياسة محسن وطيبته فأخذ يهيمن على سياسة الحكم ويجعل من محسن الأمير المنصوب مطية الى مراميه البعيدة إلا أن الأمر لم يدم اكثر من ثلاث سنوات لأن بني عمومتهم من الأشراف بدأوا يوقظون في محسن أحاسسه الغافية ويستثيرونه ضد أعمال أحمد حتى تنبه وجدانه للأمر وأعلن استقلاله بآرائه فشعر أحمد بحاجته إلى الشدة التي تعيد الأمور الى نصابها فما كاد يبدأ حتى تفاقم الأمر.

وفي هذه الأثناء كانت حادثة الوالي التركي في جدة قد حدثت وانتهت بجرأته على شنق نائب الأمير محسن فيها فأراد الشريف أحمد أن يستغل ذلك إلى أبعد حدود


[٥] منائح الكرم للسنجارى «مخطوط».

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 411
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست