responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 389

في عهد الترك العثمانيين

تمهيد : كان الترك قبائل رحلا وكانت بلادهم تمتد من شمال الصين إلى البحر الأسود ومن سيبريا ومنغوليا إلى الهند وايران وهي المقاطعة التي نسميها اليوم تركستان. ومن أشهر قبائلهم في عهد العباسيين فيما وراء النهر السعد والفراعنة والأشروسة وأهل الشاش ويقال لها اليوم «طاشقند».

وقد اتصل الاسلام بهذه القبائل في عهد الأمويين على أثر فتح بخارى وسمرقند ، فقد غزتهم جيوش المسلمين ثم صالحتهم على أموال.

وفي عهد العباسيين شرعت بعض قبائلهم تهاجر الى غربي آسيا وتتصل بحواضر المسلمين فاستخدمهم المعتصم العباسي لحراسته وكان أول من استخدمهم. ثم توسع الخلفاء بعده في استخدامهم في الجيوش المحاربة فأبدوا من الكفاءة والتفاني ما ميزهم على كثير من المحاربين .. والمهاجرون من شظف العيش وقسوته في جميع ميادين الحياة يتفانون في مواطن هجرتهم في سبيل ما يعملون حتى يصبح التفاني عادة أصيلة فيهم ومن ثم يدفعهم ذلك إلى التبريز فيما يتفانون فيه .. وقد شهدنا في العصور الأخيرة بعض المغاربة المهاجرين إلى الاستانة يستخدمهم بعض السلاطين لحراسته الخاصة فيتفانون في خدمته كما شهدنا مهاجري افريقيا الجنوبية يتولون حراسة أشراف مكة ومنهم بعض العبيد فيخلصون لأوليائهم ويتفانون في حراستهم.

وقد هيأ هذا التفاني الأتراك لمناصب كبيرة في جيوش المسلمين واستطاعت طوائف كالسلاجقة التحكم في مقدرات الخلافة في بغداد ، كما استطاعت بعض طوائفهم تأسيس حكومات لهم في أقطار الاسلام كمماليك الأتراك والشراكسة

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست