responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 367

خبزة فانه يعطي نصفها أو ثلثها وقال انه شاهد اليتامى الصغار يقعدون في الأسواق وفي أيديهم «القفف» فاذا اشترى الرجل من مكة حاجته أودعها قفة واحد من هؤلاء وأرسله الى بيته ليذهب الى طوافة أو حاجته ويترك الصغير يذهب الى بيته دون ان يخونه فيما آمنه [١] أقول ومما يلفت النظر قول ابن بطوطة «ليذهب الى طوافة» وفي هذا ما يدلنا على الحال السائد يومها في مكة فان الرجل يقضي حاجته من السوق ثم يذهب الى طوافة لا الى مكان أعماله لأن المجتمع كان يستغني في الغالب بما يربحه من عطايا الحجاج أو مكاسبهم عن اعمال الحياة العادية حتى اذا توافر له ذلك يقضي حاجته منها ثم ذهب الى الطواف واعتقد انه لو كان السائد غير هذا لسبق على قلم ابن بطوطة مثلا قوله «وذهب الى اشغاله أو مكان أعماله» الا اذا كان قد اراد بقوله «أو حاجته» نوعا من أعماله وهو ما لا أظنه لأن الاعمال فى مكة كانت نادرة غير متوفرة.

ويمضي ابن بطوطة في ذكر الفضائل التي شهدها اهل مكة في هذا العهد فيقول وأهل مكة لهم ظرف ونظافة في الملابس وأكثر لباسهم البياض فترى ثيابهم ناصعة ساطعة ويستعملون الطيب كثيرا ويكتحلون ويكثرون السواك بأعواد الأراك الأخضر ، ونساء مكة فائقات الحسن رائعات الجمال ذوات صلاح وعفاف وهن يكثرن التطيب حتى ان احداهن لتبيت طاوية وتشتري بقوتها طيبا وهن يقصدن للطواف بالبيت في كل ليلة جمعة فيأتين في احسن زي وتغلب على المسجد رائحة طيبهن [٢] ثم يقول وأهل مكة لا يأكلون في


[١] رحلة ابن بطوطة ١ / ٨٠ وما بعدها

[٢] رحلة ابن بطوطة ١ / ٩١ ـ ٩٢

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست