responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 268

٦٢٠ وبادرها بالهجوم المفاجىء فلم يشتبك معه المدافعون الا في شارع المسعى وقد قاوم الحسن وأصحابه بعض المقاومة ، ثم بدا للحسن انه لا رجاء له في دفاع جيش المهاجمين فاجلى عنها وترك المسعود يحتلها.

ونهب عسكر المسعود بيوت مكة وجردوا المدنيين من ثيابهم واموالهم ونبشوا قبر قتادة واحرقوا تابوته فلم يجدوا الجثة في القبر فعلم الناس ان الحسن دفن اباه خفية في مكان سري ، ورؤي الملك المسعود يصعد فوق قبة زمزم ويرمي حمام مكة «بالبندق» [١] كما رؤي غلمانه في المسعى يضربون الناس بالسيوف في ارجلهم ويقولون خففوا من سعيكم فان السلطان نائم سكران وكان الدم يجري من سيقان الناس في الطريق بجوار دائرة السلطنة بالمسعى [٢].

ويحز بالنفس ويؤلمها ان يلطخ وجه الانسانية بامثال هذه الفظائع الشنيعة لا في تاريخ مكة وحدها ولا بين المسلمين في مختلف ميادينهم بل في كل بقعة من بقاع الارض منيت بانسان ظالم تنشيه خمرة النصر فتنسيه مبادىء الرحمة وحقوق الانسان ، وقد رأيت بعض المؤرخين ينحون باللوم على قسوة أمراء مكة والواقع انها قسوة لا يبررها دين او عدل وانه يشاركهم في امثالها كل العابثين في جميع ادوار التاريخ وفيهم من انصار الانسانية وزعماء الاديان ودعاة المبادىء ممن تنسيهم نشوة الظفر ما يدعون اليه من دين او مبدأ انساني ، على اني رغم هذا لا استبعد المبالغة في كثير مما يرويه المؤرخون عن خصومهم.


[١] البندق كرات تصنع من الظين او الحجارة او الرصاص او غيرها ـ راجع تاريخ التمدن الاسلامي ٥ / ١٥٩

[٢] الذهب المسبوك للمقريزي ٧٨

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست