responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 263

داره وبالغ في الحفاوة به وصحبه الى مكة فلما قدم مكة وتلقاه قتادة سأله أين أنزل؟ فقال قتادة وقد اشار بسوطه هناك ـ يريد الابطح ـ فشعر الملك عيسى ان قتادة يستهين به فغاظه ذلك وأسره في نفسه ولم يبده الا في الوقت المناسب [١].

ولا استبعد أن جفاء قتادة الذي ابداه في استقبال ملك حلب كان مبعثه الى جانب الاستخفاف بمقادير اصحاب السلطان استياؤه من تآلف خصمه القديم أمير المدينة بصاحب الشام ومشيه في خدمته الى مكة لذلك اراد قتادة ان يشعر صاحب حلب انه أمام شخص من نوع غير الذي عرفه في صاحب المدينة ومن ذلك ندرك ان دفاع صاحب المدينة عن قتادة واستجابته لندائه لم يكن كافيا لازالة ما بينهما من ضغائن.

وتفاقم الخلاف بين قتادة وسالم صاحب المدينة في عام ٦١٢ فقد زحف قتادة الى المدينة وحاصرها وأباد كثيرا من نخلها وكان سالم بن المهنا لا يزال في صحبة صاحب حلب في رجوعه الى الشام فدافع اصحابه عن المدينة حتى هزموا قتادة الى وادي الصفراء [٢] ثم انتهت الاخبار الى امير المدينة بالشام فغادرها مسرعا الى المدينة وبهذه المناسبة أبدى صاحب حلب ما اسره لقتادة فقد جهز جيشا عظيما من التركمان وارسله بصحبة امير المدينة ليعينه على قتال قتادة وقد اتصل جيش سالم بوادي الصفراء فهزم قتادة هزيمة نكراء وغنم من امواله وسلاحه شيئا كثيرا وأسر من جيشه عددا كبيرا سيره الى دمشق وكان في الاسرى كثيرا من الاشراف الحسينيين ومثلهم من الحسنيين وقد دفعوا الى بعض


[١] شفاء الغرام ٢ / ٢٢٤

[٢] وادي الصفراء في طريق المدينة من ينبع بالقرب من قرية بدر المعروفة. (ع) : بل قرية بدر واقعة في وادي الصفراء وهو واد ذو قرى وعيون عديدة يبدأ من قرب الفريش ٤٨ كم من المدينة ، وينتهي عند آثار الجار على ٤٥ كم غرب بدر.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست