responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 247

كان الفاطميون يرون في إمامهم شخصا مقدسا تحيطه هالة من الجلال والتنزيه [١] فأثر هذا في نظر الناس الى حكامهم من الاشراف في مكة وبعد أن كان الامراء في مكة لا يمتازون في نظر رعاياهم بغير الامارة التي لا تستحق التنزيه استطاع الاشراف أن يحيطوا مراكزهم بشيء من الجلال وأن يطبعوا العامة على تقديسهم وأمعنوا في هذا أو أمعن الناس حتى عم الغلو في تقديس كل شريف ينتسب إلى بيت الحاكمين وعندما أقول بيت الحاكمين أريد أن ألفت النظر الى أن ما نسميهم السادة لم ينالوا من هذا التقديس ما ناله أقرباؤهم بالرغم من أن درجة الشرف بينهما واحدة وأنهم يجتمعون معا في جدتهم الزهراء رضي‌الله‌عنها.

واستمر هذا الامعان في تقديس الاشراف الحاكمين حتى جاء الوقت الذي بات الرجل منهم يعتقد انه يستحق الميزة الشرعية على سائر الخلق من غير الأشراف.

وكان الفاطميون يميلون الى مظاهر الابهة وتكتظ قصورهم بتقاليد مرعية الجانب فأثر هذا في حكام مكة من الاشراف ، وبدأت الأبهة تأخذ طريقها الى مجالسهم ومواكبهم وحفلاتهم مما لا عهد لمكة به من قبل وشرعوا يحتجبون عن رعاياهم كما رتبوا لهم جوقة موسيقية خاصة تصدح بأنغامها أمام قصورهم كانوا يسمونها «النوبة إتماما لمظاهر الأبهة وابتدعوا المواكب التي تمشي بين أيديهم كلما غدوا أو جاؤوا.

ولا يمنعنا هذا من استثناء بعضهم ممن تواضع في حكمه وبرز للناس من غير


[١] راجع كتاب الاسلام السياسي ٣ / ٢٥٢

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست