responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 222

منبر مكة بين العباسيين والفاطميين : ويبدو ان ثائر مكة جعفرا بن محمد لم يلبث ان شعر بحاجته الى مهادنة الفاطميين اصحاب الحكم الجديد في مصر ولعله كان أخشى ما يخشاه عدوان القرامطة الذين كانوا لا يزالون يعيشون فسادا حول القطيف والبحرين ويقطعون السبل على الحاج فرأى ان يدعو في منبر مكة للخليفة الفاطمي المعز ففعل ابتداءا من عام ٣٥٨ [١].

ولم يكن اسم المعز غريبا يومها على مكة فقد ثبت ان له علاقة خاصة يرجع عهدها الى قبل هذا التاريخ فقد ارسل وهو في المغرب قبل ان يحتل مصر رجالا لتسوية بعض الخلافات التي بلغه انها ناشبة في مكة بين بني الحسن وبني جعفر بن ابي طالب ، وقد فعلوا ذلك وعقدوا بين الفريقين صلحا في المسجد الحرام وأدوا في الوقت نفسه دية القتلى من بني الحسن مما حملوا من اموال المعز وذلك في سنة ٣٤٨ [٢].

وما لبث الاشراف في مكة على اثر اتصالهم بالفاطميين ان اضافوا الى الأذان عبارة «حي على خير العمل» وهو تقليد كان يتبعه الفاطميون وبذلك حذف اسم الخليفة العباسي من الخطبة في مكة [٣].

ولا نشك ان العباسيين ساءهم ذلك فقد كان التنافس بينهم وبين الفاطميين في


[١] اتعاظ الحنفاء المقريزي ١٤٥ وما بعدها

[٢] المصدر نفسه

[٣] وكذلك حذف اسمه في المدينة ودعى فيها للمعز الفاطمي ، وقد اشار ابن خلدون الى ان اشخاصا من بني الحسين بن علي بن ابي طالب كانوا يتحينون الفرص لاستقلالهم بالمدينة كما فعل الموسويون من بني الحسن في مكة حتى وافاهم من مصر طاهر بن مسلم من احفاد الحسين وكان يدير في مصر اعمال كافور ما لبث ان اجتمع اهل المدينة عليه وولوه امارتها وفي سنة ٣٦٠ استقل بها على غرار ما فعل السليمانيون في مكة وبذلك دعا للمعز الفاطمي.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست