responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 205

العربي في بغداد فازداد الامر سوءا وتطورت معاني العطف الى صور جديدة لا ادري كيف اسميها.

كان الاتراك المهيمنون على الخليفة في بغداد يحسنون الى الحرم وسكانه ويتبارون في هذا الاحسان كما يتبارى المتباهون من زوار المقابر في توزيع الصدقات على المنقطعين بها.

نسيت مكة كبلد له حقوق على الدولة التي تحكمه وله حظه من رقي غيره من الامصار وله قيمته ككائن حي بين معاصريه من الشعوب. نسي كل هذا واعتبر الاهلون فيها مجموعة منقطعة لكنس المسجد وتنظيفه والقيام على خدمته وخدمة وفوده في شكل لا يختلف كثيرا عن خدام الاضرحة وفقراء القبور الذين ينقطعون لاعمالهم مقابل ما يستحقونه في اموال اسيادهم من اغنياء الارض.

ولم تقتصر المأساة على هذا الحد فقد وجدت مكة نفسها عرضة لكثير من الخارجين على الخلافة في بغداد فثوار العلويين في اي منأى من الارض يعتبرون احتلال مكة عنصرا له قيمته في طعن بغداد ، وخارجون كبني طولون والقرامطة والاخشيديون يهدفون الى الاستيلاء على مكة تدعيما لمعنويتهم في نظر المسلمين وامعانا في الكيد لبني عباس فكانت مكة لا تخرج من فتنة الا لتستقبل غيرها وقد أثر ذلك في اسلوب معاشها في الحياة فقطع اسبابها وهبط بمستوى رقيها السياسي وتركها عرضة لحكم المتغلبين.

الناحية الاقتصادية : وتبع ذلك ان تأخر التقدم الاقتصادي في مكة فقد عانت في ثورة اسماعيل بن يوسف في منتصف القرن الثالث ثم في فتنة القرامطة في اوائل القرن الرابع ثم في فتنة الاخشيد في منتصفه ما عانت من الحرمان ثم انقطع الحج بتأثير هذه الفتن او بسبب القلاقل التي زخرت بها يومها

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست