responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 169

ذلك العام ودعي باسمه على منابرها ولكنه أقام على الحج محمدا بن داوود بن عيسى نائبا عنه.

وظل محمد بن داوود بعد ذلك الى وفاة المعتصم في سنة ٢٢٧ وبعض خلافة الواثق أو كلها [١].

غارة بني سليم : وفي سنة ٢٣٠ أغار بنو سليم على بعض مدن الحجاز [٢] وعاثوا فيها فسادا ونهبوا الأسواق وامتد أذاهم الى كثير من الناس وقطعوا الطريق وأوقعوا بجند والي المدينة فأرسل الواثق في سنة ٢٣٠ جيشا بقيادة أحد قواده من الأتراك «بغا الكبير» فقتل منهم نحو خمسين رجلا كما أسر نحو الف ممن عرفوا بالشر والفساد وحبسهم بالمدينة [٣].

وبنو سليم كانوا ولا يزالون يسكنون بقرب المدينة في حرة بن سليم وهم من قيس غيلان اشتهروا بالبأس والكثرة وأعتقد أنه أول عصيان غير سياسي تقوم به قبائل البدو في الحجاز في تاريخ الإسلام لا غرض له إلا الافساد واشباع البطون الجائعة.

ولا غرابة فقد بدأت في هذا التاريخ صولة الخلفاء تنهزم في نظر رعاياها كما بدأت قبل هذا بقليل تشح أعطيات الخلفاء مما جعل بادية الحجاز تشعر بالفاقة واجتمعت الى الفاقة قلة المبالاة بالسلطان وهيبته فأدى ذلك الى عبث البدو بالأمن العام ، واستمرأ العابثون هذا العدوان بمرور الأجيال فاتخذوها عادة


[١] من أشهر الأتراك الذين استعان بهم المعتصم : الأفشين ، واشناس وايتاخ ووصيف ـ راجع الطبري ١٠ / ٣٠٧.

[٢] هي مدينة الجار ، الميناء الذي كان آنذاك كجدة اليوم. انظر كتابي (معجم معالم الحجاز) (ع).

[٣] تختلف الرويات في عدد القتلى والاسرى. راجع محاضرات الخضري الدولة العباسية ٢٤٩.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست