responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 159

معاوية واستمر الى سنة ١٤٣ ثم عزل ووليها بعده السري بن عبد الله بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب وقد استمر فيها الى سنة ١٤٥ [١] حيث أجلته ثورة العلويين بقيادة زعيمها الثائر محمد بن عبد الله الملقب بالنفس الزكية.

عودة النفس الزكية : رأى الخليفة المنصور ألا يتهاون في شأن النفس الزكية وأخيه ابراهيم خصوصا وقد وافته أنباء استئناف نشاطهما فانتدب لولاية المدينة رباحا بن عثمان وأمره أن يأخذ أهلها بالشدة وأن لا يرحم علويا من بني هاشم فيها وقد فعل فاشتط في معاملة الحجازيين وحبس كثيرا من العلويين.

وتعقب النفس الزكية وأخاه فلم يقف لهما على أثر وكان الأول لا يزال مختفيا في المدينة ، أما ابراهيم فقد فر الى البصرة ليدعو فيها إلى أخيه فلم يجد الوالي بدا من أن يزج بأبيهما في السجن وقد حلف ألا يطلقه حتى يدل على بنيه ولكن الأب كان أشد مراسا مما ظن رباح فقد بعث اليه ابنه النفس الزكية يستأذنه في التسليم فأبى [٢] وأمره في المضي في دعوته الى نهايتها فلم يجد بدا من أن يعلن الثورة قبل أوانها ويستعجلها قبل أن يتفق مع أخيه ابراهيم في البصرة على حركتها.

وما كاد أن يعلن الثورة حتى انضم اليه في المدينة اكثر اهلها وشايعه عليها الامام مالك وأبو حنيفة ومن في طبقتهما من العلماء وتخلف القليل من الأهالي برا بايمانهم التي سبقت في بيعة بني العباس ، فساعد الامام مالك في تذليل هذه العقبة بفتواه فقد قال لأهل المدينة إنما بايعتم مكرهين وليس على مكره يمين [٣] فتحمسوا مع الثائرين حتى اجلوا والي المدينة عنها ثم سير زعيم الثورة جيشه الى


[١] ويذكر بعض المؤرخون ترتيبا للولاة يخالف هذا بعض المخالفة. انظر شفاء الغرام للفاسي ٢ / ١٧٧.

[٢] البداية لابن كثير ١٠ / ٨١.

[٣] البداية لابن كثير ١٠ / ٨٤.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست