responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 134

تفرق بعضهم ونكل بالبعض الآخر ، كما نكل بشاعرهم المعروف سديف بن ميمون وكان من أفراد جماعتهم فأمر بسجنه وجعل يجلده في كل سبت مائة سوط ، وقد ذكروا أنه بقي في سجنه حتى أطلقه العباسيون في دخولهم الى مكة ، وفي ذلك أنشأ قصيدته المعروفة ومطلعها :

أصبح الدين ثابت الأساس

بالبهاليل من بني العباس [١]

وفيها يندد بالأمويين :

فلقد غاظني وغاظ سوائي

قربهم من نمارق وكراس

والقصيدة مطولة حفلت بها كتب الأدب.

ونعود إلى روح السخرية الذي ساد مجموع الأمة لنجده وقد أسلمهم الى القناعة. ثم أسلمت القناعة بعضهم الى نوع من الزهد فكان منهم المتعبدون والورعون والمنقطعون الى العلم ، كما أسلمت بعضا آخر الى شيء من العبث بالحياة وساقهم الى لون من المجون فيه شيء من الفن وشيء آخر من اللعب واللهو كما سيأتينا.

الناحية العلمية والدينية : ونحن هنا نستعرض القسم الذي زهد الحياة فانقطع للعبادة والعلم.

يذكر المؤرخون أن مكة غصت في هذا العهد بجمهرة كبيرة من هذا القسم وأنه أضيف إليهم أمثالهم من مهاجري الآفاق الذين عصفت بهم الفتن فهرعوا إلى مهبط دينهم ينشدون الاطمئنان بعيدا عن القلاقل فكثر سوادهم وامتلأت برجال العلم منهم حلقات الدروس في المسجد.


[١] راجع محاضرات الخضري ص ٤٨.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست