responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 117

من القانتين لله المتمسكين بطاعته وكان إذا سجد وقفت العصافير على ظهره تصعد وتنزل لا تراه إلا جذم حائط. وليس كثيرا أن يصمد لدعوته ويثبت وقد عرف بالجلد وقوة الغزيمة والصبر. حدث عمر بن عبد العزيز قال قلت يوما لأبي سليكة صف لنا ابن الزبير فقال : ما رأيت جلدا قط ركب على لحم ولا لحما على عصب ولا عصبا على عظم مثله ولا رأيت نفسا ركبت بين جنبين مثل نفسه ولقد مرت آجرة من رمي المنجنيق بين لحيته وصدره فوالله ما خشع ولا قطع لها قراءته ولا ركع دون ما كان يركع.

وكان إلى هذا ذا أنفة وكانت له نفس شريفة كما كان فصيحا قوي البيان جهوري الصوت إذا خطب تجاوبه أصداء أبي قبيس [١].

في هذه مقومات الزعامة ومؤهلاتها فلا عجب إذا قاد المسلمين واضطلع بأعبائهم يضاف إلى هذا ما عرف من غيرته للبلاد التي أنبتت مجد الاسلام في الحجاز وتلهفه الى اعدادها من جديد اعدادا قويا يلم به شعث الإسلام ويسيطر من برجها على مقدرات العالم .. يضاف الى هذا أن الاستياء من تصرفات الأمويين كان قد شمل جميع الأمصار وأصبح المسلمون في بقاع الأرض ينظرون الى أحداث الأمويين الجسام ـ كمقتل الحسين واباحة المدينة وغزو مكة وتحولهم من طريقة الشورى في الحكم الى نظام الوراثة ـ نظرة فيها كثير من النقد والاستياء.

هذه الأسباب مضافة إلى مقومات الزعامة في ابن الزبير ساعدت على نجاح


[١] راجع الكامل لابن الاثير ٤ / ٢٦٠ فما بعدها والطبري ٢ / ٨٥٠ فما بعدها.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست