responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ المستبصر المؤلف : ابن المجاور    الجزء : 1  صفحة : 230

فارِهِينَ)[١] ويقال : إنه كان يلين لهم الحجر فى العام شهر زمان ، والأصح عشرة أيام ، ففى هذه المدة كانوا يعملون منه ما أرادوا ، فلما كفروا نعمة الله ، عزوجل ، خسف بهم وتفرق شملهم وتشتتوا فى أقاصى الربع المسكون وأدانى البحر المعمور ، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، كما قال أبو نواس ، الحسن بن هانئ ، المعروف بالمذحجى ، فى ذلك :

فى فتية كالسيوف هزّهم

شرخ شباب وزانهم أدب

لما أراب الزمان فاقتسموا

أيدى سبا فى البلاد فانشعبوا

لم يخلف الدهر مثلهم أبدا

على هنات لشأنهم عجب

لما تيقنت أن روحهم

ليس لها ما حييت منقلب

أبليت صبرا لم يبله أحد

وأقسمتنى مأرب شعب

فرجعت الدور قبورا والمساكن مساكن فارتدمت بعضها على بعض ، وتقلعت النخيل والأشجار وطلع بدله العشب والأراك وسكنت البدوان ببيوتها الشعر ، وصارت الإبل ترعى بين عامر الخراب وتشرب ظباؤها من الندا والسراب ، لبئس الشراب وساءت مرتفقا ، كما قال بعضهم فى المعنى :

يا صاحبىّ قفا المطىّ قليلا

يشفى العليل من الديار غليلا

هذى طلولهم أطلن صبابتى

وتركن قلبى من عراى طلولا

ولئن خلت منهم مرابعهم فقد

غادرن قلبى بالغرام أهيلا

لو أن عيسهم غداة رحيلهم

حمّلن وجدى ما أطقن رحيلا


[١] الآية : ١٤٩ من سورة الشعراء ، وقد وردت فى الأصل : (... بُيُوتاً آمِنِينَ) وهو تداخل مع الآية : ٨٢ من سورة الحجر.

اسم الکتاب : تأريخ المستبصر المؤلف : ابن المجاور    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست