اسم الکتاب : تأريخ المستبصر المؤلف : ابن المجاور الجزء : 1 صفحة : 186
عاتبتنى فقالت كيف طاب لك النأى وخليت الوطن
يترك الحبيب الحبيبة ويطلب الإقامة فى عدن
واعتضت من صيد الظباء صيود أرباب السفن
واعتضت صيرة من صبر سلطان أجبال اليمن
وفى بعض كهوفها أصحاب الكهف والرقيم ، وهم الذين قال الله عزوجل فيهم : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)[١].
وأسماؤهم : مكسلمينا ويمليخا وتمرطموس وكسرطويوس وفرورس وححمسميثا ، واسم الكلب : دير ، ويقال : قطمير ، ويقال : حمران وانطبيس والحاين.
وقال آخرون : واويس ولماطونس ومكسلمينا وساو الحابر وكمططوس ويمليخا ، (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) وعلى باب الغار مسجد ، وعلى باب المسجد عين تسمى : عين الكوثر ، وهو موضع فاضل مزار فى العاشر من رجب.
فإن قال قائل : ليس القوم فى هذا الإقليم ، قلنا : بلى ، لأن دقيانوس هو الملك الذى أسس مدينة الكدراء وسكن الجند ، وكان القوم من أهل الأفسوس ، فلما تم لهم ما تم وخرجوا من مدينتهم صعدوا جبل صبر فأووا إلى كهف وجرى عليهم ما جرى ، وكلبهم معهم ، كما قال الله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً)[٢] ، كما قال :
[٢] الآية : ١٨ من سورة الكهف ، ونقول : إن هذا الأمر ليس توقيفيّا ، فليس هناك ما يؤكد أسماء أهل الكهف أو عددهم أو مكانهم على وجه التحديد ، إنما هى أمور اجتهادية ، ولا طائل من وراء معرفتها ، لكن العبرة فى التمثل بهم فى قوة تمسكهم بدينهم.
اسم الکتاب : تأريخ المستبصر المؤلف : ابن المجاور الجزء : 1 صفحة : 186