اسم الکتاب : الواسطة في معرفة أحوال مالطة ، كشف المخبّا عن فنون أوروبّة المؤلف : أحمد فارس الشدياق الجزء : 1 صفحة : 23
ديباجة المؤلف
الحمد لله الذي أحصى كلّ شيء كتابا ، وأعدّ للمتقين جزاء حسابا ، وألهم ابن آدم أن يضرب في الأرض ويكدح لنفسه كدحا ، ويجوب مناكب البلاد ويسعى ليدرك نجحا ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد رسوله الذي بهرت آيات نبوته الناظرين ، وبزغت شمس دينه فأفل منها سها [١] الكافرين ، ونادى بالحق فزهق الباطل وأمحى طلله ، وأنذر فأرهب وبشّر فأرغب ، وطاب مقاله ومقوله ومقوله [٢] ، خير من دعا وأمر ، ونهى وزجر ، ووعد فأنجز ، وقال أطنب أو أوجز ، وأرشد فهدى ، وأجدى من اجتدى ، صلاة وسلاما دائمين ، متلازمين متلائمين ، وعلى آله وعترته ، وأصحابه وعشيرته ، ما سرى الساري ، وطلعت الدراري.
أما بعد فإن الأسفار طالما ذكرها الذاكرون ، وبالغ في وصفها الواصفون ، فمدحها من علت مروءته ، وسمت همّته ، وذمّها من قصر عنها ، ولم يجن منها. فمنهم من شبه صاحبها بدرّ إن لم ينقل لم يكن في التيجان منضودا ، وبهلال إن لم يسر لم يصر بدرا مشهودا ، ومنهم من زعم أنها الحاملة على الذل ، المضيّعة لحسب المرء والموقعة له في الضّلّ [٣] ، والخمول