responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المطالع البدريّة في المنازل الروميّة المؤلف : بدر الدين محمّد العامري الغزّي الدمشقي    الجزء : 1  صفحة : 49

السلام وعدلا عن الطريق بعد أن ردا عليّ السلام ، فتبعتهما فذهبا وأسرعا في المشي وهربا ، ثم وقفا يتوامران ويتشازران [١] ويتشاوران ، فسقت وراءهما فسقط أحدهما في بعض تلك الوهاد سقطة عظيمة هلك منها أو كاد ، وحار الآخر وخاص ، ثم ولى مدبرا وله خصاص ، ولم نزل نسير مستعدين ونسري مجدين في تلك الفدافد والفيافي ونحن كما قال الرّصافي [٢] : [من البسيط]

ومجّدين في السّرى قد تعاطوا

خمرات الكرى بغير كؤوس

جنحوا وانحنوا على العيس حتّى

خلتهم يعتبون أيدي العيس

نبذوا الغمض وهو حلو إلى أن

وجدوه سلافة [٣] في الرءوس

فما طلع من الغد وجه النهار ، ولا بدا فيه حاجب الأسفار ، إلّا وقد أشرفنا على مدينة حماة ، جعلها الله تعالى في حفظه وحماه ، تتلع إلينا [١٧ أ] أجياد قصورها وغرفاتها ، وتبسم عن ثغور أسوارها ، وفلج شرفاتها كالعذارى شدت مناطقها ، وتوّجت بالإكليل مفارقها ، فحمدنا عند الصباح السرى ، ونفّرنا عن وكر العيون طير الكرى ، ثم دخلنا المدينة حين أشرق وجه الشمس مسفرا ضاحكا مستبشرا من [٤] يوم الأحد رابع عشر في شهر رمضان ، ونزلنا خارجها على نحو نصف ميل [٥] ببستان ، ذي زهور وفينان [٦] ، وأغصان تتمايل تمايل النشوان ، ومذانب [٧] تسل


[١] الشزر : الشدة والصعوبة في الأمر ، وتشزر الرجل ، تهيأ للقتال. (لسان العرب ٤ : ٤٠٥).

[٢] ديوان الرصافيّ البلنسيّ ١٠٢.

[٣] وردت في (ع): «شلافة».

[٤] وردت في الأصل : «في» وما أثبتناه من (م) و (ع).

[٥] سقطت كلمة «ميل» من (ع).

[٦] وردت هذه الكلمة في (ع): «وفينا».

[٧] المذانب : جمع مذنب ، جدول الماء أو مسيل الماء الضيّق.

اسم الکتاب : المطالع البدريّة في المنازل الروميّة المؤلف : بدر الدين محمّد العامري الغزّي الدمشقي    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست