فنزلنا حينئذ بها في مرج فسيح الرحاب ، وسيع الجناب ، مربع الأجناب ، به للدواب مراتع ومرافق ومرابع ، يسافر النظر في أرجائه ، ولا يقف على مدى انتهائه ، وبه ماء عذب جار ، لكنه من حرارة الشمس حار.
ثم رحلنا منها عندما بزغ القمر ، ونبغ نوره وظهر ، وبلغ أقضى الآفاق وانتشر ، واستمر بنا الخبب والركض ، في بسيط من الأرض ، فسيح الطول والعرض : [من الطويل]
ولم نزل نعاني [٣] السرى ، ونعاصي [٤] الكرى ، إلى أن بلغ الليل غايته ، ورفع الفجر رايته ، ونكصت النجوم على أعقابها ، وسفرت الجونة [٥] عن نقابها ، وتجلّى وجه النهار مستبشرا ، ووفدت تباشير الصباح زمرا ، ثمّ برزت الشّمس في مروط
[١] البيتان في رفع الحجب المستورة ١ : ١٢٨ ومعاهد التنصيص ٢ : ٩٧ منسوبة لابن الحسين بن سراج.
[٢] البيتان لابن خفاجة : ديوان ٧٨ ، وفي تاج المفرق ٢ : ٣٢ بلا عزو.