لا يغمط. أكرم به من مرتاض سالك ، ومجتهد على غايات السابقين الأولين متهالك ، وأشهب يروي مني عن مالك. قد لبس وقار المشيب في ريعان العمر القشيب ، وأنصتت الآذان من صهيله [١] المطيل المطيب ، لمّا ارتدى بالبياض إلى نغمة الخطيب ، فسار بي الفرس المذكور سير المهيب الوقور بين تلك الأصحاب والأصدقاء والأحباب ، فشاهدت نورا خلاف العادة إشراقة ، وعزّ على [٢] ضوء النيرين لحاقه. عرفته البصائر قبل الأبصار ، وأنكرته النواظر لعلو جوهر نوره على الأنوار ، فأيقنت أنّ لله في أرضه المقدّسة من الأسرار ، ما لا يظهر عليه من عباده إلّا الأخيار ، ولم نزل نسير بوقار وسكينة إلى أن دخلنا بحمد الله المدينة : [من الطويل]