ثم بتنا بذلك الخان ، والنوم لا تألفه العينان ، ولا يعرف طريقا للأجفان ، والغرام للقلب مقلق ، والبكاء للكبد مغلق [٤] ، ولواعج الجوانح مع وجود ذلك البرد تحرق ، وقد اجتمع هناك من أدمع العين والغمام نهر مغدق بل بحر مغرق ، وذلك الليل بأذيال الوجود متعلّق ، ولعهوده أن لا يفاجئه الصباح متوثّق ، والصباح في نومه مستغرق ، أو مقيّد في قعر سجن لا فاك له منه ولا مطلق ، أو ميّت ثوى فحواه لحدّ [٥] مطبق ضيّق [٦] ، ولم نزل نستشم رائحة أجناده [٧] (ونستنشق ، ونسأل عنه) [٨] كل مغرّب ومشرّق ، إلى أن سطع نوره المشرق ، وتهلل وجهه من المشرق ، ونحن نكذب