responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المطالع البدريّة في المنازل الروميّة المؤلف : بدر الدين محمّد العامري الغزّي الدمشقي    الجزء : 1  صفحة : 120

قلنا لأصحابنا (ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها)[١] ، ثم أرخي شراعها ، ورفعت مرساها ، وسارت بنا في ذلك [٦٠ أ] البحر العباب ، تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب ، وتمثّلت بما قال بعض أهل الآداب [٢] : [من الوافر]

تأمّل حالنا والجوّ طلق

محياه وقد طفل المساء

وقد جالت بنا عذراء حبلى

يجاذب مرطها ريح رخاء

ببحر كالسّجنجل في صفاء

تعاين وجهها فيه السماء [٣]

ولم نزل نسير ونحن جلوس ، وهي تتبختر بنا تبختر العروس ، وتجول بنا خلال ذلك البحر وتجوس ، تارة بإبطاء وطورا بإسراع ، وحينا بمجاديف وآونة بأشراع ، وذلك البحر قد راق نعتا ، ورق وصفا ، والأمواج به تعطف صفا وتنقصف قصفا ، وتأتي خاضعة إلى البرّ فتقبّل منه كفا ، وتتيه آونة فتنعطف عنه عطفا ، وتثنى عن الإمام به عطفا ، وتستحي تارة فتبدي له تملقا ولطفا ، إلى أن أرسينا بمرسى قسطنطينيّة العظمى ، ذات المحل الأسمى والحمى الأحمى ، فتلقّانا الأمين سنان جلبي [٤] أمين الصقالة ، وعظّمنا [٦٠ ب] وأجلّنا [٥] غاية العظمة والجلالة ، وأحلّنا منزلته وحلاله [٦] ، وكان مولانا السيّد أسبغ الله ظلاله ، وختم بالصّالحات أعماله ، قد أرسل


[١] سورة هود آية ٤١.

[٢] وردت في (ع): «الأدب».

[٣] الأبيات في رفع الحجب المستورة ١ : ١٣٥ منسوبة لابن سارة الإشبيلي.

[٤] چلبي : لقب تعظيم بمعنى سيد كان شائعا بين العثمانيين ، انظر : البرق اليماني (المقدمة) ٧٦ ، لطف السمر ١ : ٢٥.

[٥] سقطت هذه الكلمة من (ع).

[٦] وردت في (ع): «وجلاله».

اسم الکتاب : المطالع البدريّة في المنازل الروميّة المؤلف : بدر الدين محمّد العامري الغزّي الدمشقي    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست