responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدينة المنوّرة بين الأدب والتاريخ المؤلف : الدكتور عاصم حمدان علي حمدان    الجزء : 1  صفحة : 22

وكانت هذه المطالب سببا في نشوب القتال بين الفريقين ، وتوسعت دائرة هذا القتال لتشمل ـ في المرحلة الأولى ـ الأفراد العاديين في المجتمع ، ثم ـ في مرحلة ثانية ـ قبيلة «حرب» التي تقطن بعض المناطق المحيطة بالمدينة ، وقد اتخذت هذه القبيلة موقفا محددا من الطائفتين المتقاتلتين.

** لا بد أن يكون لمبدع القصيدة «السيد البيتي» موقف معين من الأحداث الدامية التي كان يشهدها مجتمعه ، وتمتد آثارها ـ كما ذكرنا ـ إلى الأفراد الذين لا ينتمون إلى إحدى المجموعتين المتصارعتين.

ولعل الشاعر استطاع أن يقدم ـ مدفوعا بحبه لهذا المجتمع ـ صورة حية للحالة التي أصبحت عليها «المدينة» بعد أن شوهت وجهها تلك الحروب الدامية ، ولهذا نجده يفتتح ملحمته بمقدمة يرثي بها أرض الهجرة والايمان. وهي مقدمة تتكون من ثلاثة وعشرين بيتا ، يقول الشاعر في هذه المقدمة الحزينة :

بكى على الدار لما غاب حاميها

وجر حكامها فيها أعاديها

بكى لطيبة إذ ضاعت رعيتها

وراعها بكلاب البر راعيها

بكى لمن هاجروا بالكرة وارتحلوا

عنها ، وكانوا قديما هاجروا فيها

واها لكربتها ، واها لغربتها

واها لجائعها ، واها لعاريها

واها لحالي لما قمت أنشدها

الدار أطبق إخراس على فيها

يا دمنة سلبت منها بشاشتها

وألبست من ثياب المحل باقيها

وقفت فيها أعزيها لكربتها

اعجب على جلدي أني أعزيها

فمن معينى بأحزان يضاعفها

على؟ من لعيوني؟ من يواسيها؟

اسم الکتاب : المدينة المنوّرة بين الأدب والتاريخ المؤلف : الدكتور عاصم حمدان علي حمدان    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست