responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكواكب السيّارة في ترتيب الزيارة المؤلف : ابن الزيّات    الجزء : 1  صفحة : 147

بعد مضيهم فقال له الشيخ ما كان الله ليضيع من استجار بأبى بكر الانبارى وقيل انه وجد عنده ما يزيد عن حمل براية أقلام ووجدوا عنده حمل ليف أبيض قال عبد الله بن بشير قلت للانبارى كم حفظت قال ألف سطر فى ليلة واحدة وقال أبو هانى قلت للانبارى كيف حفظت القرآن قال وأنا ابن سبع سنين وقرأت الفقه فى سنة والنحو فى شهر وعلم الفلك فى سبعة أيام وقيل له نراك كثير الحفظ فقال ما أكلت مالحا قط وقال أبو حافظ قلت للانبارى ما الذى يذهب حلاوة العلم قال أكل أموال الملوك قلت ما أشد المحبة قال أن تلقى الله وليس فى صحيفتك غيبة مسلم مدّة عمرك قلت من الناس قال الذين تورعوا عن الحلال قلت من الملوك قال الزهاد اذا قنعوا قلت من الغرقى قال الذين شغلتهم معايشهم عن الصلاة قلت من السفلة قال الذين يكتبون الحديث ليأكلوا أموال الناس به وكان يقول من دعاء النبى 6 اللهم إنى أعوذ بك من الغم والهم والكسل وقال رضى الله عنه للسلطان حين قال له كيف أنت وكيف حالك قال أقول كما قال بعضهم لمعاوية كيف تسأل عمن سقطت ثمرته وذبلت بشرته وابيض شعره وانحنى ظهره وكثر منه ما كان يحب أن يقل ونقص منه ما كان يريد أن يزيد فترك المعظم وهجر النساء وكان له الشفاء فقصر خطره وذهب لهوه وكثر سهره وقرب بعضه من بعض فقال له أخبرنى عن أطول العرب عمرا فقال أبو عبد الله أنس بن مدركة الخثعمى عاش مائة سنة وأربعا وخمسين سنة وكان اذا رمى بالنشاب ورمى أبو عبيد سبقه بالرمى وهو قائل هذه الابيات

اذا ما امرؤ عاش الهنيدة سالما

وخمسين عاما بعد ذاك وأربعا

تبدل مر العيش من بعد حلوه

وأوشك أن يبلى وأن يتشعشعا

وأبو عبيد نصر الاشجعى عاش مائة وسبعين سنة واعتدل بعد ذلك وصار شابا واسودّ شعره وكان أعجوبة عظيمة فى سائر العرب وفيه يقول الشاعر

لنصر بن دهمان الهنيدة عاشها

وسبعين عاما ثم قوّم ذاتا

وعاد سواد الرأس بعد بياضه

ولكنه من بعد ذلك ماتا

وكان أبو بكر الانبارى زاهدا ورعا كثير العلم وكان يسمى البحر فى العلم وذكر له ابن النحوى أشياء فى كتابه الرد على أولى الرفض والمكر فيمن كنى بأبى بكر وقبره بالنقعة معروف يزار وحول قبره الخمسة ابدال ودبير العابد ومعه فى التربة قبر المحاملى واسمه عبد الله صاحب التصانيف كان من أجل العلماء وأكابر الزهاد يقال انه من وقف بين المحاملى

اسم الکتاب : الكواكب السيّارة في ترتيب الزيارة المؤلف : ابن الزيّات    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست