responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوز بالمراد في تاريخ بغداد المؤلف : سليمان الدخيل    الجزء : 1  صفحة : 67

ـ فقد عاش فى بغداد فريق منهم دون أن يتعرض لآضطهاد العباسيين ، وكان وزراء العباسيين الفرس يميلون إلي العلويين ، ويحاولون أبعادهم عن بطش بنى العباس ، بل ويسعون لدى الخلفاء للنظر فى احتياجاتهم وتلبيتها ، وظهر طالبيون فى بغداد وصلوا إلى أعلى المناصب ، فيقطين دخل فى خدمة أبى العباس والمنصور ـ وكان شيعيا ـ وكان ابنه على يحمل الأموال إلى أبى جعفر محمد بن على [١] ، ووفد على بغداد وأقام بها فترة من الوقت الإمام الشافعى ، وكان شديدا فى التشيع ، وحضر ذات يوم مجلسا فيه بعض الطالبيين. فقال لا أتكلم فى مجلس يحضره أحدهم ، وهم أحق بالكلام ولهم الرياسة والفضل [٢] ، على أن ازدياد خطر العلويين فى عهد الرشيد دفعة إلى إخراج الطالبيين من بغداد إلى المدينة المنوره [٣].

ومما لا شك فيه أن العلويين انتعشوا فى عهد المأمون فقد نقل ـ كما ذكرنا ـ ولاية العهد إلى على بن موسى ، وأمر الناس بلبس الخضرة بدلا من السواد.

لكن على بن موسى لم يلبث أن توفى. وعاد المأمون إلى بغداد ، وأمر الناس بالعودة إلى لبس السواد. وظهر فى بغداد علويون لهم نشاط علمى كبير مثل الواقدى ، ولى القضاء المأمون ، وكان عالما بالمغازى والسير والفتوح واختلاف الناس فى الحديث والفقه [٤]. وأوصى المأمون آخاه المعتصم بالعلويين خيرا.

ب ـ أهل الذمة

شكل أهل الذمة فى بغداد فى العصر العباسى الأول عنصرا هاما من عناصر المجتمع. والواقع كانت معاملة الخلفاء ورجال الدولة لهم تتم عن عدل وتسامح وكرم ، وأطلق الخلفاء لرؤسائهم الروحيين مباشرة أمور وشئون أبناء ملتهم ، وكان


[١] ابن النديم : الفهرست ص ٣١٤.

[٢] المصدر السابق ص ٢٩٥.

[٣] الطبرى : تاريخ الأمم والملوك حوادث سنة ١٢١ ه‌.

[٤] ابن النديم : الفهرست ص ١٤٤.

اسم الکتاب : الفوز بالمراد في تاريخ بغداد المؤلف : سليمان الدخيل    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست