responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوز بالمراد في تاريخ بغداد المؤلف : سليمان الدخيل    الجزء : 1  صفحة : 63

الناس يخلع لباس السواد ، ولبس الخضرة وكان هذا بخراسان فلما سمع العباسيون فى بغداد ذلك آثارهم نقل الخلافة من البيت العباس إلى البيت العلوى ، وخلعوا المأمون ، وبايعوا عمه إبراهيم بن المهدى ، ولما بلغ المأمون ذلك تخلص من وزيره الفضل بن سهل ، وكان يحجبه فى مرو عن سائر الناس ، ويمنع الأخبار عنه ، وسار إلى بغداد ، وأعاد لباس السواد وأرضى بنى هاشم ، على أنه استمر فى إسناد الوزاره إلى الفرس ، فقلد الحسن بن سهل وزارته ، وتزوج ابنته ، وكان أعظم الناس منزلة عند المأمون [١] على أن نفوذ الفرس لم يستمر طويلا ، فلما توفى المأمون ، وولى المعتصم الخلافة ، أبعد الفرس كما أبعد العرب ، واستعان بالترك.

وصفوة القول أن الفرس اشتركوا فى الحياة السياسية فى بغداد وكان لهم أثر أوضح فى إدارة أمور الدولة ، واشتركوا فى الجيش ، الذى كان يضم فرقة منهم ، وساهموا بنصيب كبير فى الحياة الفكرية لكن بعضهم لم يصح إسلامه فأظهروا نحلهم القديمة كالزندقة ، وبذل الخلفاء قصارى جهدهم فى تعقبهم واستئصال شأفتهم وكان هؤلاء الفرس قد دخلوا فى الإسلام ظاهرا ليستفيدوا من حقوق المواطن المسلم لكنهم ظلوا يخلصون لعقيدتهم القديمة ، ويعملون على بثها فى العلوم والآداب.

الأتراك

إستاء المعتصم من الفرس والعرب ، ورأى ضرورة استبدالهم بعنصر آخر ، ليس له مطامح الفرس القومية ، ولا الأهواء السياسية التى للعرب يضاف إلى ذلك أن المعتصم أمه تركية ، وكان به صفات الآتراك من حيث الشجاعة وقوة البأس ، فضلا عن أن الأتراك يتميزون بالروح العسكرية.

جلب الأتراك إلى بغداد من بلاد ماوراء النهر ، وكانوا رجالا أشداء يعيشون


[١] ابن طباطبا : الفخرى فى الآداب السلطانية ص ٢٠٢.

اسم الکتاب : الفوز بالمراد في تاريخ بغداد المؤلف : سليمان الدخيل    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست