responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوز بالمراد في تاريخ بغداد المؤلف : سليمان الدخيل    الجزء : 1  صفحة : 60

الفرس :

قلنا إن الفرس أزداد نفوذهم فى بغداد فى بضع سنى العصر العباسى الأول واستعان بهم العباسيون فى بداية حكمهم ، لأنهم أقاموا ملكهم على أكتافهم ، ويتضح لنا ذلك من قول المنصور لأهل خراسان : أنتم شيعتنا وأنصارنا وأهل دعوتنا. كما أوصى ولى عهده بهم بقوله : وأوصيك بأهل خراسان خيرا فإنهم أنصارك وشيعتك ، بذلوا أموالهم فى دولتك ودماءهم دونك ، ومن لا تخرج محبتك من قلوبهم أن تحسن إليهم ، وتتجاوز عن مسيئهم ، وتكافئهم على ما كان منهم [١]. ولما أسس المنصور مدينة بغداد سمى باب خراسان ، باب الدولة لإقبال الدولة العباسية منه [٢].

على أن الأعتماد على الفرس والرفع من شأنهم فى العصر العباسى الأول أثار مشاكل عدة فى بغداد ، ذلك أن الفرس طموحون يعملون على إحياء مجدهم القديم ، ويميلون إلى إبراز نحلهم القديمة. ويناصرون الشيعة. لذلك تصدى لهم الخلفاء وسخطوا عليهم ، ولحق بهم من العباسيين الكثير من النكبات ، لأن اتجاهاتهم تهدد أمن الدوله وسلامتها وأستقرارها.

أسند العباسيون إلى الفرس فى بغداد مناصب كبيرة مثل الوزارة وقيادة الجيش. لكن كثيرا منهم لم ينج من بطش العباسيين للأسباب التى ذكرناها فالخليفة المنصور قتل وزيره أبا أيوب الموريانى ، وقتل أقاربه ، واستصفى أموالهم ، لأنه أساء استغلال نفوذه وثقة الخليفة فيه [٣].

واستوزر المهدى يعقوب بن داود ، وفوض إليه أمور دولته وسلم إليه الدواوين ، وقدمه على جميع الناس ، حتى قيل إن المشرق والمغرب بيد يعقوب.

ولما اتضح المهدى أن هذا الوزير يتعصب للعلويين ، وأسند إليهم بعض المناصب


[١] عصام الدين عبد الرءوف : تاريخ الإسلام فى العصر التركى ص ١٣.

[٢] المسعودى : مروج الذهب ج ص ٢٢٧.

[٣] ابن طباطبا : الفخرى فى الآداب السلطانية ص ١٥٧.

اسم الکتاب : الفوز بالمراد في تاريخ بغداد المؤلف : سليمان الدخيل    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست