responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوز بالمراد في تاريخ بغداد المؤلف : سليمان الدخيل    الجزء : 1  صفحة : 40

ومع حرص المنصور على المال إلا أنه كان ينفق الأموال الكثيرة فى تعمير البلاد وحماية الثغور وتحصينها وتجهيز الجيوش ، وقد عرف عنه الدقة الشديدة فى حسابات الدولة ، فأنفق فى بناء بغداد أربعة آلاف ألف وثمانى مائة وثلاثة وثلاثين درهما ، ولما فرقت حاسب القواد بما كان حول عليهم لعمارتها ، فألزمهم بالبواقى حتى استوفى من بعضهم ما أقتضاه الحساب خمسة عشر درهما [١] ، وكان يباشر بنفسه جميع العمال وأصحاب الحرف ويحدد لهم رواتبهم [٢].

ولم يكن المهدى كأبيه المنصور فى حرصه الشديد على المال ، بل عرف بسخائه ، وإجزاله والعطايا والمنح ، وعمل على تخفيف أعباء الناس المالية ، وأنتعشت الأحوال المالية فى عهد الرشيد بفضل كفاءة البرامكة وحسن إدارتهم للدولة ، وآخذت موارد الدولة المالية تتضاءل فى عهد الأمين بسبب الحروب التى نشبت بينه وبين أخيه ، وأنفقت الأموال الكثيرة فى إعداد الجيوش واستماله الأنصار كما أن بعض ولايات الدولة لم تعد تلتزم بإرسال ما عليها من أموال إلى بغداد فى خضم الفوضى التى عاشت فيها إبان الفتنه.

كفل المأمون للدولة الاستقرار والهدوء فتحسنت موارد البلاد المالية ، ولما ولى المعتصم الخلافة أنفق الأموال الكثيرة فى شراء الترك وإعدادهم للجندية ، ومع ذلك فقد حرص على المحافظة على حقوق الدولة المالية [٣] ، وأمر الواثق بعقوبة عمال الدواوين لاستخلاص الأموال منهم بعد أن ظهرت له خياناتهم ، وأخذهم أموال الدولة بدون وجه حق [٤].

٥ ـ المعاملات المالية والتجارية :

ظهرت بيوت مالية فى بغداد كانت تقوم مقام البنوك من تقديم القروض ، وإيداع الودائع ، والتوسط بين الناس ودار الضرب والإنجار فى المعادن النفيسة والنقود والسندات الممثلة للنقود ، وهذه البيوت المالية يمتلكها الجهابذة ، وكانت


[١] الفخرى فى الآداب السلطانية ص ١٤٥.

[٢] ابن كثير : البداية والنهاية ج ١٠ ص ٣٠٠.

[٣] المصدر السابق ذكره.

اسم الکتاب : الفوز بالمراد في تاريخ بغداد المؤلف : سليمان الدخيل    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست