responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوز بالمراد في تاريخ بغداد المؤلف : سليمان الدخيل    الجزء : 1  صفحة : 254

الفصل الثالث

فى منكرات تيمور فى بغداد خاصة

فى سنة ٨٠٣ ه‌ (١٤٠٠ م) عاد تيمور من زحفته على ديار الشام وتوجه نحو بغداد وكان السلطان أحمد قد أبقى فى المدينة الأمير فرجا وعهد إليه دفع المهاجمين وذهب هو إلى قره يوسف فى الموصل واتفق الأثنان على أن يكونا تحت جناح سلطان آل عثمان لأنه هو وحده كان قادرا على أن يناوئ ذلك الفاتح الظافر ومن كان فى أثره من البشر الشبيه بالهامر.

فشرع فرج بالمهمة التى اودعت إلى عهدته وأخذ يدافع عن البلد دفاع البطل الصنديد إلا أن تيمور الذى كان قد بعث بادئ بدء بعضا من أمرآء جيشه استصوب الذهاب هو بنفسه إلى المعسكر وكان أصحابه قد حاصروا المدينة من الجهة الجنوبية والقوا جسرا من القوارب على دجلة فذهب جند التتار وعسكر على طريق آلتون كبرى بازآء قرية العقاب. ولما التحم القتال دام أربعين يوما حوالى العاصمة وأظهر البغداديون من الشجاعة والبسالة والمهارة فى المقاتلة والدفاع ما يعز ورود مثله فى التاريخ فعلم التتار أن البغداديين بل وجميع العراقيين ليسوا كسائر خلق الله أنهم إذا أرادوا شيئا يبذلون فى سبيله كل علق نفيس بل النفس ذاتها.

إلا أن هذا الحصار الطويل سبب القحط والغلآء فالتزم أهل المدينة أن يأتوا ما تلجئ إليه الضرورة أى أنهم اندفعوا إلى القنوط واليأس ثم إلى الفرار وترك الأخوه المرتبطين برباط حب الوطن.

اسم الکتاب : الفوز بالمراد في تاريخ بغداد المؤلف : سليمان الدخيل    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست