responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوز بالمراد في تاريخ بغداد المؤلف : سليمان الدخيل    الجزء : 1  صفحة : 130

ظهر فى بغداد علماء عنوا بتأليف الكتب واقتناء النفيس منا ، فمحمد بن عمر الواقدى خلف بعد وفاته ستمائه قمطر كتبا كل قمطر منها حمل رجلين ، وكان له غلامان مملوكان يكتبان له الليل والنهار [١] وله عدة مصنفات ، ويذكر ابن خلكان [٢] أن إسحاق بن ابراهيم الموصلى كان عنده ألف جزء من لغات العرب.

كان مركز الحركة الثقافية قبل تأسيس بغداد في البصرة والكوفة ، ثم شيدت بغداد ، فغلبت على المدينتين ، ويقول اليعقوبى [٣] ليس لها نظير فى مشارق الأرض ومغاربها سعة وكبرا وعمارة وكثرة مياه ، وصحة هواء ، ولانه سكنها من أصناف الناس وأهل الأمصار والكور وانتقل إليها من جميع البلدان القاصية والدانية وآثرها جميع أهل الآفاق على أوطانهم ..

وهى مع هذا مدينة بنى هاشم ودار ملكه ومحل سلطانهم .. واعتدال الهواء وطيب الثرى وعذوبة الماء حسنت أخلاق أهلها ، ونضرت وجوههم وانفتقت أذهانهم حتى فصلوا الناس فى العلم والفهم والأدب. ، فليس أعلم من عالمهم ، ولا أروى من راويتهم ، ولا أجدل من متكلمهم ولا أحذق من مفتيهم ولا أعرب من نحويهم ولا أصح من قارئهم ، ولا أمهر من متطيبهم ، ولا أكتب من كاتبهم. ولا أشعر من شاعرهم ..

العلوم النقلية :

قلنا إن العرب قسموا العلم إلى نقلية وعقلية ، والعلوم النقلية هى علوم الدين واللغة ، ولقد ازدهرت هذه العلوم فى بغداد فى العصر الذى نؤرخ له ، وعلم القراءات من بين العلوم التى عنى المسلمون به لأنه علم قراءة القرآن ، ولقد كان للقراءات سبع طرق ، كل طريقة تستند فى قراءتها إلى أحاديث ، إطمأن شيخها إلى صحتها ودعا أصحابه إلى القراءة بطريقته ومن أشهر قراء بغداد الكسائى ، وهو من القراء السبعة توفى سنة ١٧٩ ه‌ ، وكان ينتقل فى البلدان «ويقرأ بقراءة


[١] ابن النديم : الفهرست ص ، ١٤٤

[٢] وفيات الأعيان ج ١ ص ، ٩٧

[٣] البلدان ص ، ٢٣٣

اسم الکتاب : الفوز بالمراد في تاريخ بغداد المؤلف : سليمان الدخيل    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست