وأما ثواب دخولها : فروينا فيه من حديث ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال : قال رسول الله 6 : «من دخل البيت وصلى فيه ، دخل فى حسنة وخرج من سيئة مغفور له» [١] أخرجه الطبرانى.
وروى الفاكهى من حديث ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ : «من دخله ـ يعنى البيت ـ فصلى فيه ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
وقد اتفق الأئمة على استحباب دخولها ، واستحسن مالك كثرة دخولها.
وأما ما ورد موهما بخلاف ذلك : فحديث عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت : «خرج النبى 6 من عندى ، وهو قرير العين ، طيب النفس ، فرجع إلىّ وهو حزين ، فقلت له ، فقال : إنى دخلت الكعبة ، ووددت أنى لم أكن فعلت ، إنى أخاف أن أكون أتعبت أمتى من بعدى» [٢] أخرجه الترمذى ، والحاكم فى مستدركه من حديث إسماعيل بن عبد الله بن عبد الملك بن أبى الصفير المكى ، عن ابن أبى مليكة عن عائشة رضى الله عنها.
وإسماعيل : وهّاه ابن مهدى ، وذلك يقتضى توهين حديثه ، والله أعلم.
وقال المحب الطبرى ـ بعد إخراجه لهذا الحديث ـ : وقد استدل بهذا الحديث من كره دخول البيت ، ولا دلالة فيه ، بل نقول : دخوله 6 دليل
[١] أخرجه : البيهقى فى السنن ٥ / ١٥٨ ، وعزاه الهيثمى فى مجمع الزوائد ٣ / ٢٩٣ للطبرانى فى الكبير.
[٢] أخرجه : أحمد ٦ / ١٥٣ ، وأبو داود ٢ / ٢١٥ ، والترمذى ٣ / ٢٢٣ ، وابن ماجة (٣٠٦٤) ، والحاكم ١ / ٤٧٩.