حرم مكّة : ما أحاط بها ، وأطاف بها من جوانبها ، جعل الله ـ تعالى ـ حكمه حكمها فى الحرمة ، تشريفا لها ، أشار إلى ذلك الماوردى ، وابن خليل ، والنووى [١].
وسبب تحريمه ـ على ما قيل ـ : أن آدم ـ 7 ـ خاف على نفسه حين أهبط إلى الأرض ، فبعث الله ـ تعالى ـ ملائكة لحراسته. فوقفت فى مواضع أنصاب الحرم من كل جانب ، فصار ما بين آدم وموقف الملائكة حرما ، وقيل غير ذلك فى سبب تحريمه [٢].
وللحرم علامات بينة ، وهى أنصاب مبنية من جميع جوانبه ، إلا من جهة الجعرانة ، وجدة ، فلا بناء فيهما.
والخليل ـ 7 ـ أول من نصبها ، بدلالة جبريل 7 ، ثم قصىّ بن كلاب ، ثم نصبتها قريش ، بعد أن نزعتها قبل هجرة النبى 6 ، وأمر عليه الصلاة والسلام بنصبها عام الفتح ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم معاوية ـ رضى الله عنهم ـ ، ثم عبد الملك بن مروان [٣].
[٢] أخبار مكة للفاكهى ٢ / ٢٧٤ ، وهذا الخبر مروى فى : مسند أحمد ١ / ٢٦٢ ، ٢٩١ ، والدارمى ٢ / ٤٢ ، وابن ماجة فى سننه ٢ / ٩٨٢ ، وابن خزيمة فى صحيحه ٤ / ٢٢٠ ، وابن حبان فى موارد الظمآن (ص : ٢٤٨).
[٣] أخبار مكة للفاكهى ٢ / ٢٧٣ ، وأخبار مكة للأزرقى ٢ / ٢٩ ، والاستيعاب لابن عبد البر ١ / ٨٠ وابن حجر فى الإصابة ١ / ٤٤ ـ ٤٥ ، والقرى (ص : ٦٥٢).