لا ريب فى كثرة الأخبار فى هذا المعنى ، وأكثر ذلك خفى علينا لعدم العناية بتدوينه فى كل وقت ، وقد سبق مما علمناه أمور كثيرة فى مواضع من هذا الكتاب ، ويأتى ـ إن شاء الله تعالى ـ شىء من ذلك بعد هذا الباب.
والمقصود ذكره فى هذا الباب : أخبار تتعلق بالحجاج لها تعلق بمكّة أو باديتها ، وحج جماعة من الخلفاء والملوك فى حال ولايتهم ، ومن خطب له بمكّة من الملوك وغيرهم فى خلافة بنى العباس ، وما جرى بسبب الخطبة بمكّة بين ملوك مصر والعراق ، وما أسقط من المكوسات المتعلقة بمكة.
فمن الأخبار المقصود ذكرها هنا : أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه ، حج بالناس سنة اثنتى عشرة من الهجرة [١].
ومنها : أن الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه حج بالناس فى جميع خلافته إلا السنة الأولى منها [٢].
ومنها : أن ذا النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه حج بالناس فى جميع خلافته إلا السنة الأولى والأخيرة [٣].
ومنها : أن فى سنة أربعين من الهجرة : وقف الناس بعرفة فى اليوم الثامن من ذى الحجة ، وضحوا فى اليوم التاسع ، وليس كل إنسان اتفق له ذلك ، والذين اتفق لهم ذلك طائفة كانوا مع المغيرة بن شعبة رضى الله عنه [٤].
ونسب إليه تعمده لذلك ؛ ليتم له التقديم فى أمر الحج ، ولعله صحّ عنده