أما هاجر :فقال ابن هشام ـ بعد أن ذكر أن قبرها وقبر ابنها إسماعيل فى الحجر عند الكعبة : تقول العرب : هاجر وآجر ، فيبدلون الألف من الهاء ، كما قالوا : هراق الماء ، وأراق الماء ، وغيره.
وهاجر من أهل مصر.
وقال السهيلى : وهاجر أول امرأة ثقبت أذناها ، وأول من خفض من النساء ، وأول من جرت ذيلها ؛ وذلك : أن سارة غضبت عليها ، فحلفت أن تقطع ثلاثة أعضاء من أعضائها ، فأمرها إبراهيم ـ 7 ـ أن تبر قسمها بثقب أذنيها ، وخفاضها ؛ فصارت سنة فى النساء.
وكانت هاجر أمة لبعض الملوك ، فوهبها لسارة زوج الخليل ، وهى ابنة عمه ، فوهبتها للخليل ، فولدت له إسماعيل ، وشجر بين سارة وهاجر أمر ، وساء بينهما ، فحمل الخليل هاجر مع ابنها إلى مكّة على ما سبق [١].
وذكر الفاكهى عن بعضهم أنه أوحى إليها ، وهذا غريب [٢] ، والله أعلم بصحته.
وسنّ للمحرم السعى بين الصفا والمروة ؛ لسعى هاجر بينهما لما طلبت الماء لابنها حين اشتد به الظمأ ، وخبرها فى ذلك عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ فى صحيح البخارى [٣].