responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 416

أهل الكتاب ، وتظاهرت الروايات على أنّه لما أراد عمر أخذ الجزية منهم لحقوا بأرض الروم ، فقال زرعة بن النعمان لعمر : أنشدك الله في بني تغلب ، فإنّهم قوم من العرب يأنفون من الجزية ، وهم قوم شديدة نكايتهم.

فأرسل عمر في طلبهم فردّهم ، وأضعف عليهم الصدقة.

وكتب عمير بن سعد إلى عمر يسأله رأيه فيهم ، لأنّهم هموا باللحاق بمملكة الروم ، فكتب إليه عمر رضي‌الله‌عنه يأمره أن يضعف عليهم الصدقة التي تؤخذ من المسلمين في كل سائمة وأرض ، وإن أبوا ذلك حاربهم حتى يبيدهم أو يسلموا ، فقبلوا أن يؤخذ منهم ضعف الصدقة ، وقالوا : أما إذا لم تكن جزية كجزية الأعلاج ، فإنا نرضى ونحفظ ديننا.

وقال الزهري : ليس في مواشي أهل الكتاب صدقة إلّا نصارى العرب الذين عامة أموالهم المواشي ، فإنّ عليهم ضعف ما على المسلمين.

وكان عثمان رضي‌الله‌عنه أمر أن لا يقبل من بني تغلب في الجزية إلا الذهب والفضة ، فجاءه الثبت أنّ عمر أخذ منهم ضعف الصدقة فرجع عن ذلك.

واتفقوا على أنّ سبيل ما يؤخذ من أموال بني تغلب سبيل مال الخراج ، لأنه بدل من الجزية.

وبالاختصار أبت بهم عروبتهم أن يؤدوا [الجزية] كنصارى الأعاجم ، وأبى الخلفاء الراشدون أن يعاملوهم معاملة المسلمين ، فوجدوا لذلك طريقا وسطا.

ومن بني تغلب : الأخطل التغلبي الشاعر النصراني المشهور ، وهم كثيرون في نجد.

وأما بكر بن وائل فمنهم شيبان ، ومنهم بنو حنيفة ، رهط مسيلمة الكذّاب ، وأكثر سكّان الرياض عاصمة نجد اليوم من بني حنيفة.

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 416
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست